عنب بلدي – خاص
دخلت معارك إدارة المركبات في مدينة حرستا شرق دمشق أسبوعها الثاني، دون أي تقدم لصالح قوات الأسد التي فشلت محاولاتها في فك الحصار المفروض من قبل فصائل المعارضة، منذ 30 كانون الأول الماضي، رغم التعزيزات الضخمة من كافة القطع العسكرية والميليشيات التي تمركزت في محيط مدينة حرستا، كخطوة لتحقيق تقدم على الأرض.
ونجحت فصائل المعارضة بتثبيت نقاطها في كل من أحياء العجمي ومشفى البشر وطريق حرستا- عربين والكتل السكنية التي سيطرت عليها، وبلغت 350 كتلة سكنية، لتدخل في حرب شوارع وأبنية كما هو الحال في حي جوبر الدمشقي التي لم تستطع قوات الأسد السيطرة عليه أو الدخول إليه على مدر السنوات الماضية.
وتتكون الإدارة من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم الإدارة ويضم القيادة الرئيسية والمباني الإدارية، والقسم الثاني يضم الرحبة العسكرية 446، ويعتبر القسم الأكبر مساحة وهو المسؤول عن إصلاح السيارات العسكرية بجميع أنواعها ويقع بين حرستا وعربين.
وتحولت الإدارة بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على الغوطة الشرقية، إلى مركز عمليات ومركز إمداد لعمليات قوات الأسد داخل الغوطة، كما تعتبر المركز الأول المسؤول عن استهداف المنطقة بالقذائف والصواريخ.
أكثر من 150 قتيلًا في أسبوع
العنصر العسكري أكبر الخسائر التي تكبدها النظام الأيام خلال سبعة أيام من معارك “الإدارة”، وبحسب ما رصدت عنب بلدي، قتل خلال 24 ساعة ثلاثة عمداء هم: العميد الركن حبيب محرز يونس من مدينة القرداحة، والعميد الركن إبراهيم يونس من ريف حمص، إلى جانب العميد الركن علي ديوب قائد اللواء “138 دبابات”، إضافةً إلى أكثر من 50 عنصرًا غالبيتهم برتبة “ملازم” و”ملازم شرف” نعتهم الصفحات الموالية بالأسماء على مدار الأيام الماضية.
وتأكيدًا على ذلك نقلت شبكة “صوت العاصمة” عن مصدر مقرب من النظام السوري أن حصيلة قتلى قوات الأسد والميليشيات الموالية لها بلغ 178 قتيلًا، حتى صباح الجمعة 5 كانون الثاني الجاري، بينهم أكثر من 27 مفقودًا، وآخرون تحولوا إلى أشلاء بعد استهداف “هيئة تحرير الشام” لتجمعات النظام بمفخختين، إحداها عند بدء الاقتحام والأخرى في محيط مبنى المحافظة.
ولم تقتصر الخسائر على قوات الأسد فقط بل طالت المعارضة السورية التي خسرت ما يقارب 70 عنصرًا بينهم قياديان في “تحرير الشام”، إلى جانب عدد من العناصر المنضوين في فصيل “فيلق الرحمن”.
وعرضت وسائل إعلام النظام أسرى قالت إنها ألقت القبض عليهم أثناء التقدم على إحدى النقاط، بينما تبادل الطرفان (المعارضة والنظام) تسجيلات مصورة عن القتلى والأسرى من الجانبين.
بالنسبة إلى المحاصرين داخل الإدارة علمت عنب بلدي أن عددهم يبلغ حوالي 350 عنصرًا، وتحاول قوات الأسد فك الحصار عنهم من خلال شبكة من الأنفاق، وتعزيزات عسكرية استقدمتها إلى محيط مدينة حرستا.
ووفق ما أكدت مصادر فإن مساحات واسعة من “الإدارة” بيد المعارضة، التي تحاصر “الرحبة 446” والمعهد الفني.
النظام يزج بثمانية تشكيلات
ورغم الثقل العسكري والتعزيزات التي تتوافد يوميًا إلى المنطقة، لم تحقق قوات الأسد أي تقدم.
وقال مصدر عسكري مطلع لعنب بلدي إن الحشود التي شهدتها مدينة حرستا عبارة عن “حشود خلبية” دون أي زخم على الأرض، وأكد ذلك انسحاب ميليشيا “درع القلمون” من المعارك في أكثر من مرة على خلفية الاتهامات التي وجهت لها بتسليم بعض المواقع التي كانت تحت سيطرتها لفصائل المعارضة.
على خلفية الفشل في التقدم كثف الطيرن الحربي التابع للنظام قصفه على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بمعدل 30 غارة جوية بشكل يومي، الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات من الضحايا والجرحى كان آخرهم يوم السبت 6 كانون الثاني في مدينة حمورية.
وإلى جانب القصف الجوي تتعرض مدن الغوطة وخاصة حرستا وعربين إلى قصف بصواريخ أرض- أرض، وصواريخ “جولان”، التي استقدمتها قوات الأسد وثبتتها في محيط حرستا على الأوتوستراد الدولي.
وتمتاز إدارة المركبات بأهمية كبيرة، وكانت محط أنظار فصائل المعارضة منذ انتقال الثورة إلى العمل المسلح، إذ شهدت هجومًا لـ “الجيش الحر”، في كانون الأول 2012، وتمكن من اقتحامها والسيطرة على مستودعات للذخيرة وخمس دبابات، لكنه لم يستطع السيطرة عليها بشكل كامل.
وفي تشرين الثاني 2013، تمكنت الفصائل من تفجير مبنى الإدارة، بعد وصولها إليه عبر الأنفاق.
وفي عام 2015 أطلقت الفصائل عملية عسكرية تحت مسمى “معركة نصرة الزبداني”، سيطرت خلالها على أبنية في المعهد الفني التابع لإدارة المركبات، لكن الغارات المكثفة من الطيران حالت دون السيطرة عليها.
وكانت آخر الاستهدافات التي طالت إدارة المركبات، أواخر كانون الثاني 2017 الجاري، إذ فجرت فصائل المعارضة نفقًا بالقرب من بابها الرئيسي، وقتل حينها اللواء الركن بلال بلال، والعميد الطيار رأفت إبراهيم، وصف الضابط عيسى مهيوب.