حملات “خجولة” للتشجير شمالي حمص 

  • 2018/01/07
  • 1:05 ص

عنب بلدي – حمص

شهد ريف حمص الشمالي حملات تشجير وصفها المعنيون والأهالي بـ”الخجولة”، مع اتساع رقعة المناطق الخالية من الأشجار، في ظل اقتطاع عدد كبير منها لاستخدامه في التدفئة أو مجالات أخرى وسط الحصار.

آخر الحملات انتهت بتشجير الحديقة العامة في مدينة الرستن، شمالي حمص، مطلع كانون الثاني الجاري، استمرت على مدار ثلاثة أيام، برزاعة 70 شجرة ومشاركة أطفال المدينة، تحت رعاية “فريق أطفالنا التطوعي” للدعم النفسي.

وبحسب نائب مدير الفريق، باسم الحمصي، فإن الحملة تأتي في إطار توجه لزراعة جميع حدائق المدينة، بعد اضطرار الأهالي للجوء إلى قطع الأشجار واستخدامها في التدفئة والحياة اليومية، ما أفرغ معظم الحدائق، كما قال لعنب بلدي.

وتهدف إدارة الفريق إلى التقليل من احتمالات التصحر في المنطقة، على أن تجري حملات متكررة في وقت لاحق، “رغم الإمكانيات البسيطة التي نعمل بها”.

​وجرت حملة تشجير في الرستن، 23 تشرين الثاني من العام الماضي، بالتعاون والتنسيق بين المجلس المحلي للمدينة ومؤسسة “إحسان” للإغاثة والتنمية، بزراعة 50 شجرة في إحدى الحدائق من أصل 300 سعت إدارة الحملة إلى زراعتها في كامل المدينة.

المجلس يتخوف

وفق مجلس محافظة حمص المحلي، فإن إجمالي المساحة المشجرة حراجيًا، احتطبها الأهالي خلال العقود الثلاثة الماضية، وزاد الأمر في ظل الحصار الذي يفرضه النظام عملًا بالشعار “الجوع أو الركوع”.

وقال رئيس المجلس، أمير إدريس، في حديثه لعنب بلدي، إن الاحتطاب جاء إثر منع دخول أصناف المحروقات، مستطردًا، “ما يدخل عن طريق التهريب حتى اليوم لا يفي بجزء صغير من الاحتياجات”.

وتعرضت مساحات من المزارع المليئة بالأشجار المثمرة للاحتطاب بدورها، وبحسب إدريس فإنه لا إحصائيات دقيقة حول مساحات الاحتطاب الجائر في المنطقة، “فذلك يحتاج ظروفًا غير المتاحة في ريف حمص اليوم”.

سعى مجلس المحافظة مع بعض منظمات المجتمع المني والمجالس المحلية الفرعية، إضافة إلى “تجمع الفلاحين الأحرار” في حمص، إلى إعادة جزء من الغطاء الشجري من خلال حملات التشجير، بحسب إدريس، إلى جانب ندوات توعوية حول الأمر.

إلا أنه وصف جميع المحاولات والجهود التي بذلت بأنها “دون مستوى الطموحات ولكن لا يوجد شيء متاح غير ذلك”.

ويسعى المجلس خلال الموسم المقبل لتأمين دعم مادي والانطلاق بحملة تشجير “نوعية”، بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة ووزارة الزراعة في الحكومة المؤقتة، إلا أنه لم يستطع حتى اليوم.

ناشطون يقيّمون الوضع

المواطن أحمد سعيد من ريف حمص الشمالي قال إن حملة التشجير الأخيرة “أتاحت الفرصة للأطفال للتعرف على أهمية الأشجار بالنسبة للبيئة في ظل النقص الحاد بالأشجار المثمرة والحراجية”.

وقال أحمد لعنب بلدي إن من الضروري توسيع نطاق الحملات، مؤكدًا أن “ما ينفذ اليوم رغم أهميته لن يفي بالغرض”.

من وجهة نظر الناشط وائل جمعة، فإن أول عامين من الثورة كان الاحتطاب يستهدف الأشجار الحراجية، إلا أن السنوات الثلاث الماضية، شهدت توجهًا نحو المثمرة منها، في ظل غياب المشاريع التي تحد من فقدان تلك الأشجار.

وبحسب حديث وائل لعنب بلدي فإن أشجار الزيتون واللوز والدراق وغيرها، اقتطعت من الحقول الخاصة، مشيرًا إلى إمكانية تأثر التربية وطبيعتها، “ربما تصبح بعد فترة غير صالحة للزراعة”.

ورأى الناشط أن حملات التشجير تقتصر على الحدائق ومداخل المدينة، “لكنها لا ترتقي إلى المستوى المطلوب”، مطالبًا الجهات المعنية بالوضع الزراعي، “بتدارك الوضع والاهتمام بالأراضي في ريف حمص الشمالي والمشهورة بخصوبتها للزراعة”.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية