إدارة المركبات بين حصار المعارضة وانتصارات النظام الإعلامية
تدخل معارك إدارة المركبات يومها التاسع، دون تغير جذري لصالح قوات الأسد، التي تحاول كسر الطوق المفروض من فصائل المعارضة على مقاتليها في المبنى الرئيسي.
وذكرت وسائل إعلام النظام اليوم، الأحد 7 كانون الأول، أن قوات قوات الأسد تمكنت من السيطرة على مسجد شرقي بناء المحافظة في حرستا.
لكن مصادر من المعارضة نفت حديث النظام مؤكدة احتفاظها بالنقاط التي سيطرت عليها مؤخرًا.
وتتبع الفصائل تكتمًا إعلاميًا، ورفض الناطق الرسمي باسم “حركة أحرار الشام” المشارك في المعركة، منذر فارس، التصريح حول مجريات المعارك في المنطقة.
ويعتبر العنصر العسكري أكبر الخسائر التي تكبدها النظام خلال الأيام الماضية من المواجهات.
وذكرت شبكة “صوت العاصمة”، أمس السبت، نقلًا عن مصادر مقربة من النظام أن 178 جنديًا في قوات الأسد قتلوا، إلى جانب 27 مفقودًا جراء المعارك.
وقالت الشبكة التي تغطي أحدث دمشق إن جرحى المواجهات يتم نقلهم إلى مستشفيي ابن النفيس والمجتهد في العاصمة.
هجوم “خاطف” يكسر الأسد
بدأت فصائل الغوطة الشرقية تحركها باتجاه إدارة المركبات، في 29 كانون الأول الماضي، وقطعت طرق إمدادها التي تصل الثكنة العسكرية بمناطق سيطرة قوات الأسد في المرحلة الثانية من معركة “بأنهم ظلموا”.
وسيطرت على عدة أحياء في القسم الغربي من حرستا ابتداءً من مستشفى “البشر” وصولًا لنهاية حي العجمي طريق إمداد الإدارة، ما أدى إلى حصارها بالكامل.
وشنّت المعارضة هجمات متكررة على بناء الإدارة الرئيسي خلال أيام المعركة الثمانية، كما حاولت اقتحام مبنى محافظة ريف دمشق، لكنها لم تتمكن من السيطرة عليه.
بينما استقدم النظام السوري مئات المقاتلين من تشكيلات عسكرية إلى محيط حرستا أبرزها “الفرقة الرابعة”، “الفرقة التاسعة”، “الحرس الجمهوري”، “درع القلمون”، “الأمن العسكري”، “الفيلق الخامس”.
نصر إعلامي
وعلى مدار الأيام الثمانية الماضية تكررت التسجيلات المصورة التي بثتها وسائل إعلام النظام، وتضمنت ضباط ومقاتلين يتوعدون باقتحام حرستا والعودة إلى إدارة المركبات.
كما نُشرت مقاطع فيديو تضمنت تمثيلًا بجثث عناصر يتبعون للمعارضة قُتلوا خلال المواجهات.
وتحدثت صفحات موالية عبر “فيس بوك” عن فتح طريق إمداد جديد للإدارة أكثر من مرة، فيما أظهرت مشاهد أخرى بُثت من داخل المبنى لعناصر قوات الأسد يأكلون “الخبز اليابس”.
وعلى الجهة المقابلة بث فصيل “فيلق الرحمن” تسجيلات مصورة تظهر فيها جثث لمقاتلي قوات الأسد، وأخرى أظهرت أسيرًا وقع بيد مقاتلي الفصيل.
واعتمدت المعارضة على التزام الصمت حول مجريات المعركة، واكتفت بنفي ما تبثه وسائل اعلام النظام.
بينما ركزت وسائل إعلام النظام وأبرزها “دمشق الآن” على نشر أخبار ترفع معنويات مقاتلي الأسد داخل الإدارة بالتأكيد على قرب فك الحصار عنهم.
حرستا وكسر عقدة الإدارة
تقع مدينة حرستا شرقي دمشق على الجهة الشرقية للطريق المنطلق من دمشق إلى محافظة حمص.
وبحسب إحصائيات سابقة بلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة مطلع 2011، ويشتهر فيها أحياء السيل والثانوية والهلال وحي البستان، ويقسمها طريق دمشق-حمص إلى قسمين شرقي وغربي.
وكانت قوات الأسد سيطرت على قسمها الغربي، مطلع عام 2017.
أما إدارة المركبات تقع في مثلث “حرستا – عربين – مديرا”، وتمتد على مساحة واسعة تصل إلى نحو أربعة آلاف متر مربع تقريبًا، وتعتبر أكبر ثكنة عسكرية لقوات الأسد في الغوطة الشرقية.
وتتكون الإدارة من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم الإدارة ويضم القيادة الرئيسية والمباني الإدارية، والقسم الثاني يضم الرحبة العسكرية “446”، ويعتبر القسم الأكبر مساحة وهو المسؤول عن إصلاح السيارات العسكرية بجميع أنواعها ويقع بين حرستا وعربين.
أما القسم الثالث فهو المعهد الفني الذي يقع بين حرستا وعربين ومديرا، ويعد مسؤولًا عن إصلاح الدبابات العسكرية.
وتوجد في الإدارة أعداد كبيرة من مقاتلي الأسد وخاصة من قوات الحرس الجمهوري، إضافة إلى تسليح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وراجمات الصواريخ ومستودعات أسلحة متنوعة.
وتحولت الإدارة بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على الغوطة الشرقية، إلى مركز عمليات ومركز إمداد لعمليات قوات الأسد داخل الغوطة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :