تفجيرات السيدة زينب – أتكون دعوة صريحة للتدخل الإيراني؟!
جريدة عنب بلدي – العدد 20 – الأحد – 17-6-2012
بعد أن ارتكن الأسد ونظامه لخطة التفجيرات «الإرهابية» التي دوت في طول البلاد وعرضها وتزامنت وأهم الأحداث على الساحة الدولية، والتي كانت إما للترحيب بوفد جامعة الدول العربية أو للترحيب ببعثة المراقبين الدوليين أو تزامنًا مع أي قرار دولي بشأن سوريا، بدأ باستخدامها كورقة أخيرة لإطالة عمر نظامه.
ويبدو أن الفكرة راقت للأسد وأحبّ أن ينقل التجربة العراقية «المالكية» إلى سوريا واختار المكان المناسب جدًا هذه المرة، السيدة زينب، التي تحوي أكبر حسينية في سوريا ويؤمها الحجيج الشيعة من كل حدب وصوب، ورسالته هذه المرة أن باتت المقدسات الإيرانية «في معرض الخطر» ويتعين على إيران التدخل الفوري لحماية رعاياها وأماكنها المقدسة. ودون أدنى شك، اختار الأسد التوقيت المناسب أيضًا، فهو في مرحلة حرجة دوليًا وبات في مأزق كبير بعد أن اشتد الحراك في الداخل بكافة أشكاله وتزايدت وتيرة الانشقاقات حتى وصلت إلى إنشقاق كتيبة بأكملها، فكان لا بد من تفجير تهتز له أركان البلاد ويؤجج المشاعر الطائفية ويسمح بالتدخل الخارجي «الإيراني» وبلا شك، ما من مكان أنسب من السيدة زينب.
السيدة زينب، التي التحقت بركب الثورة في بداياتها وشهدت مظاهرات يومية وحصلت فيها انشقاقات وكان للجيش الحر بعض العمليات النوعية فيها، آن الأوان لتوجيه ضربة لها، حسب العقلية الأسدية، في محاولة تضاف لكافة محاولات النظام اليائسة لإسكات صوت المطالبين بالحرية، فكان أن افتعل النظام تفجيرًا في السيدة زينب وبذلك «يضرب عصفورين بحجر واحد»، إرهاب الأهالي وثنيهم عن الخروج للتظاهر ضد النظام من جهة، ودقّ ناقوس الخطر لإيران أن هبي لحماية مقدساتك، فهاهي العصابات الإرهابية المسلحة قد باتت قاب قوسين أو أدنى من مقدساتك.. ويا مرحبًا بإيران على الأرض السورية، فبغداد جديدة ستخلق في دمشق.!!. تفجير إرهابي اليوم بالقرب من الحسينية وغدًا من يعلم، قد تطول الحسينية بحد ذاتها!!! فيا إيران العون العون!!
وبكل تأكيد، ستسارع إيران لوقف الهجمات الإرهابية التي باتت على مقربة كبيرة من مقدساتها، وإن كانت قد أرسلت عناصر من الحرس الثوري الإيراني خفيةً في السابق، فإنها سترسلهم «على عينك يا تاجر» الآن، وسترسل المدد العسكري بكافة أوجهه دون هوادة. والأسد، كم هو بحاجة لدعم إيراني أو روسي أو من بلاد «الواق واق» فمصيبته كبيرة وخاصةً بعد أن نقل الجيش الحر عملياته إلى قلب العاصمة ولن يكون بمقدور الأسد نشر شبيحته من الحرس الثوري الإيراني على قارعة الطريق دون مبرر، أما الآن، فالمبرر موجود والسبب واضح جليّ.. وإن لم يتجل التدخل الإيراني بصورة ملموسة على شكل شبيحة أو فرق موت أو ما شابه، فإن التدخل الإيراني سيكون بصورة سياسية أو «طائفية» كما هي الحال في العراق، وما الإنتشار الواسع للحسينيات على امتداد البلاد في الآونة الأخيرة في عهد الأسد الابن إلا تخطيط مسبق لمثل هذه اللحظة كي يكون مبررًا للتدخل الإيراني في الشأن الداخلي إن حصلت أزمة أو انقلاب أو ثورة على حكم آل الأسد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :