أنهت “الهيئة السورية للرياضة والشباب” عامها الرابع، بتنظيم الكيانات التابعة لها وحكومة عملها، وصولًا إلى تعزيز النشاطات الرياضية داخل وخارج سوريا، رغم بعض المعوقات التي واجهتها في محافظة إدلب.
الانتخابات جرت في 29 كانون الثاني 2017، لتنتهي في 20 من شباط الذي تلاه، بمشاركة خمس لجان تنفيذية وعشر اتحادات ألعاب مختصة، ومئة نادٍ في الداخل والخارج السوري، فضلًا عن إعادة هيكلة المكتب التنفيذي لـ”الهيئة”.
عقب تفعيل لجان إدلب وحلب ودرعا وريف دمشق وحمص، فعّلت “الهيئة” العمل بلجنة ريف حماة، إضافة إلى شراكات مع منظمات مانحة، وصولًا إلى حوكمة العمل مع الحكومة السورية المؤقتة في الرابع من أيار 2017.
ويقول مأمون خربوط، عضو المكتب التنفيذي في “الهيئة”، لعنب بلدي إن الخطوات السابقة، جاءت نتيجة لتوصيات دائمة لمن يعمل على الأرض السورية من الرياضيين، وبإشراك المجالس المحلية ومجالس المحافظات في القضية الرياضية.
ويرى خربوط أن “الرقابة والشفافية والانتخابات، سهّل بأن تكون الهيئة حكومية أو شبه حكومية”، مشيرًا إلى “إيمان أعضائها ومسؤوليها بتفعيل التعاون بين مؤسسات الثورة”.
نشاطات ومراكز لصقل المواهب
أبرز نشاطات الهيئة الرياضية لعام 2017، شهدتها محافظة إدلب في الشمال السورية، بانطلاق الدوري العام لكرة القدم بدرجتيه الأولى والثانية، وبمشاركة 24 ناديًا مثلوا أندية المحافظة، إلى جانب ناديين من ريف حلب ومثلهما من ريف حماة، وأشرف عليها اتحاد كرة القدم “الحر”، بمنحة مالية من “البرنامج السوري الإقليمي”.
وساهم الاتحاد في مشروع الطفل الرياضي السوري للبراعم، ضمن ثمانية مناطق مختلفة من المحافظة، واستوعبت 400 طفل، إلى جانب إطلاق الهيئة الرياضية المشروع نفسه لألعاب واختصاصات مختلفة في ريفي حلب الشمالي والغربي، بالتعاون مع منظمة “بيتنا سوريا”.
ووقعت الهيئة السورية مشروع “مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية”، يقضي بدفع أجور شهرية للقائمين على الهيئات الفرعية داخل المحافظات وأعضاء اتحادات الألعاب داخل سوريا حتى نهاية العام 2017.
ووفق الناطق الرسمي باسم الهيئة الرياضية، عروة قنواتي، فقد سهل ذلك من حركة الرياضيين وأسهم بالمشاركة في نشاطات ومسابقات وفعاليات، تضمنت ألعاب متنوعة في كرة الطائرة واليد والقدم والشطرنج، إضافة إلى مسابقات في الألعاب القتالية وكرة القدم بريف دمشق، ودوريات تصنيفية في أرياف حلب وحماة وحمص.
وحصد لاعبون منتسبون لـ”الهيئة” ميداليات في بطولات دولية، إذ فاز الطفل السوري المعتز بالله أحمد العلي بالميدالية البرونزية في بطولة “مرمرة” الدولية بالكاراتيه، عن فئة الصغار قتال فردي.
وأقيمت البطولة في مدينة صقاريا التركية، بمناسبة الذكرى الأولى للانقلاب، بمشاركة 1650 لاعبًا ولاعبة من مختلف الجنسيات، تموز 2017.
وحصد فريق “الرواد” السوري للكاراتيه، ميداليتين في إطار منافسات بطولة الولايات التركية للكاراتيه، التي أقيمت على مدار يومين، وانتهت في 15 تشرين الأول 2017.
ونال الطفل عمر فروح الميدالية الفضية، عن وزن 35 كيلوغرامًا، بينما حصل زيد عبود على البرونزية، عن وزن 40 كيلوغرامًا، في البطولة ذاتها.
وفي نهاية العام، وتحديدًا في 21 كانون الأول،زار وفد الهيئة الرياضية، متمثلًا برئيسها محمد ظلال المعلم، وآخرين من المكاتب التابعة لها، مديرية الرياضية في مدينة غازي عنتاب، بعد لقاء جمعهم بمدير الرياضة والشباب في “هاتاي”، لنقاش إنشاء ملاعب في الشمال السوري.
وقال المعلم لعنب بلدي إن الاجتماعات تمثلت بالحديث عن دعم القطاع الرياضي، متحدثًا عن “شبه توافق” على بناء خمسة ملاعب صغيرة وثلاثة كبيرة وصالتين في إدلب وريفها.
بين الرياضة والعسكرة
سحبت “هيئة تحرير الشام” المنشآت الرياضية من الهيئة الرياضية، في الثلث الأخير من عام 2017، بعد توسيع سيطرتها على الأرض، وتشكيل مكتب رياضي تبع نهاية لما سمي بـ”حكومة الإنقاذ السورية”، التي بدأت عملها في تشرين الثاني، تحت مسمى “المديرية العامة للرياضة والشباب”.
ورفضت “الهيئة السورية للرياضة”، التي تأسست في آذار من عام 2014، كمنظمة مستقلة تحت اسم “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، الوصاية العسكرية على منشآت إدلب الرياضية.
وقال رئيس الهيئة الرياضية حينها لعنب بلدي، إن “تحرير الشام” منعتهم من استخدام الملاعب، مؤكدًا “لن نسمح لهم بالسيطرة على الوضع بعد تعبنا على مدار ثلاث سنوات، ولن يكونوا أوصياء على أمر لا علاقة لهم به ولا يمكن أن يستمروا فيه”.
ويستمر عمل “الهيئة السورية للرياضة” في الشمال السوري حتى نهاية 2017، في خان شيخون وقرى وبلدات جبل الزاوية كاملة ودركوش، إضافة إلى مناطق أخرى وصولًا إلى كتيان، ومدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
العام الجديد وطموحات الهيئة الرياضية
يقول ميسر محمود، أمين سر الهيئة الرياضية، إنها وضعت خطة عمل للعام المقبل، تتمثل بتوسيع العلاقات العامة والتنظيم، لبناء جسور الثقة والتعاون مع بعض المنظمات المانحة، “والتي اطلعت مؤخرًا على أوراقنا ونشاطاتنا”.
وبدأت المراسلات حول إمكانية تنفيذ عدد من المشاريع في درعا والغوطة الشرقية والشمال السوري إضافة إلى حمص وحماة، وفق محمود.
ولفت أمين السر إلى التواصل مع منظمة “GIZ” الألمانية و”البرنامج الإقليمي السوري”، مؤكدًا “هناك جهات أخرى ولكننا لن نفصح عن المشاريع في انتظار تقدم في المشاورات معها”.