الإعلام العربي يستحق الطرد
عروة قنواتي
تدور هذه الأيام عجلة منافسات بطولة “كأس الخليج العربي لكرة القدم”، بنسختها الـ “23 “، على أرض دولة الكويت، بعد أن فك “الاتحاد الدولي لكرة القدم” الحظر عن الأخيرة، ما سهل إقامة البطولة ونقلها من دولة قطر إلى الكويت “لإنقاذها” والمشاركة بهادون “اعتذارات أو اعتبارات”.
وبعد أن وصلنا إلى الدور نصف النهائي من منافسات البطولة، علينا ألا ننكر أن أرض الملعب تشهد غليانًا وحرارة، كما وصل الأمر إلى مكاتب التعليق واستديوهات التحليل، التي تشهد اصطفافًا مع دول ضد أخرى، بحسب الولاء الحكومي والسياسي لكل منها.
أبدعت بعض القنوات الرياضية الناقلة للبطولة، في تسمية منتخب قطر بـ”الفريق الآخر” و”الكيان الثاني”، وحتى “إحدى الدول المشاركة”، إضافة إلى تجاهل نقل المباريات واللقطات والتصريحات الخاصة بالمنتخب، وفرح “غير مبرر” لتأهل البحرين للدور الثاني، ناهيك عن إطلاق عبارات “كلنا اليوم مع شعب البحرين”، وكأن المباراة كانت تقام بمواجهة النمسا أو كوبا.
وتسمح بعض البرامج لمحلليها أو ضيوفها، الذين لا يذكرون كلمة قطر على لسانهم ولا بأي شكل، بتوجيه اتهامات التخريب والتفشيل ومحاولات ضرب الشعوب الخليجية ببعضها البعض.
فيما يرد الاعلام الرياضي القطري بعبارات التعاون “وكلنا أخوة”، والتركيز على أي حالة رياضية وأخلاقية داخل الملعب يقوم بها اللاعب القطري تجاه خصمه، وتنطلق الشعارات من المعلق الرياضي وكأن السماء صافية وبعيدة كل البعد عن التوتر والشحن.
نفس هذا الإعلام أراد قبل أشهر جعل منتخب نظام الأسد “لكل السوريين”، بتقاريره اليومية وتغطياته، وتشجيع المعلقين العرب ضمن المباريات بأبهى العبارات، التي لم تكن ينقصها إلا توجيه التحية لرأس النظام وجيشه وميليشياته… ماعلينا.
ما أود قوله صراحة أن هذا الصراع في حلبة الإعلام العربي الخليجي، والذي انفجر قبل أشهر ووصل إلى الرياضة وكرة القدم، يروي نفس رواية الصراع بين الإعلامين المصري والجزائري، إبان تصفيات كأس العالم 2010، أو الإعلام السوري والعراقي في تصفيات كأس العام 1986.
هذه المايكروفونات والعدسات التي تظهر السلام والمحبة والوئام والتعاون والإخاء، نفسها التي يحركها الحاكم العربي للتطاول والتشويه ومحاولة تقسيم “المقسم سلفًا”، وإذكاء العصبيات بكل “قلة حياء”، كما يحدث هذه الساعات في بعض المحطات العربية الخليجية التي تختص بالرياضة.
وعليه فإن الإعلام الرياضي والرسمي العربي منذ سنوات طويلة، وبعد محاولاته “المغشوشة” ليكون لاعبًا أساسيًا، مع تجميل وتحسين بعض المواصفات بما “يسحر” عقل المتابع العربي، يستحق حالة الطرد، لأن الفضائح بدأت تظهر بالصورة الكاملة وبأكثر من رأي وتصل للمتابع العربي، الذي بدأ بدوره يفرز بين من ينقل بأمانة ومن “يكذب أكثر”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :