عنب بلدي – خاص
بعد هدوء لم يدم طويلًا، تعود المواجهات العسكرية إلى الغوطة الشرقية بمحاور جديدة على جبهات فصيل “جيش الإسلام”.
وفتحت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها معركة على جبهة النشابية في قطاع المرج، بعد خروج أسرى من سجون “جيش الإسلام” في مدينة دوما، ضمن اتفاقية مع النظام لخروج مرضى وحالات إنسانية مقابل خروج 29 أسيرًا من مدينة عدرا العمالية كان “جيش الإسلام” قد احتجزهم في هجوم سابق، ما يشير إلى تحولات تقبل عليها المنطقة في الأيام المقبلة.
ولم تقتصر المواجهات على جبهات “الجيش” فقط، بل كان للفصائل العسكرية العاملة في مدينة حرستا عمل عسكري آخر حققت من خلاله تقدمًا على حساب قوات الأسد في إدارة المركبات، التي تعتبر موقعًا “استراتيجيًا” في عمق الغوطة الشرقية، وسط معلومات أكدت قطع الإمدادت بشكل نهائي عنها.
خطوة مفاجئة من ثلاثة محاور
العمل العسكري لقوات الأسد جاء بصورة مفاجئة بعد أن أوقفت العمليات العسكرية من جانب “جيش الإسلام”، ونقلتها في الأشهر الماضية إلى القطاع الأوسط الذي يسيطر عليه “فيلق الرحمن” للسيطرة على حي جوبر ومحور بلدة عين ترما.
وبينما عزا مراقبون المعركة إلى محاولة من جانب قوات الأسد لخلط الأوراق السياسية، اعتبرها آخرون خطوة عادية تلجأ إليها قوات الأسد بين الفترة والأخرى لتثبيت وجودها في محيط قطاع المرج.
مكتب التواصل في “جيش الإسلام” قال لعنب بلدي، السبت 30 كانون الأول، إن هناك محاولات من قوات الأسد لاقتحام الغوطة الشرقية من ثلاثة محاور هي النشابية، حزرما، زريقية.
وأكد الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، أن قوات الأسد تحاول الاقتحام بشكل جدي على خلاف الأيام السابقة، موضحًا لعنب بلدي أن القصف يتركز على الجبهات الثلاث المذكورة، واستهدفت راجمة الصواريخ “فيل” بلدة النشابية وبيت نايم، الزريقية، حزرما، إلى جانب قصف مدفعي غير مسبوق واقتحام بالدبابات والآليات الثقيلة.
وشهد محور النشابية في الأشهر الماضية جمودًا من جانب قوات الأسد، التي ركزت على اقتحام حي جوبر وبلدة عين ترما، بعد التسلل الأخير لفصائل المعارضة إلى منطقة الكراجات في العباسيين.
وكانت قوات الأسد سيطرت، في 30 تشرين الأول 2016، على مزارع الريحان ومنطقتي تل كردي وتل صوان وبلدة القاسمية، وصولًا إلى السيطرة على مشارف بلدة النشابية المجاورة، في 26 كانون الثاني 2017، كما سلخت كامل القطاع الجنوبي بعد السيطرة على بلدة بالا، والتي تعتبر نقطة التقاء بين ثلاثة قطاعات رئيسية في الغوطة الشرقية (الجنوبي، الأوسط، المرج) العام الماضي.
ولا يمكن فصل التطورات العسكرية التي تشهدها الغوطة بالاتفاقيات الأخيرة التي طفت على السطح، والتي تضمنت بنودًا يجري العمل على تنفيذها “من تحت الطاولة”، تسرب منها حتى اليوم خروج هيئة “تحرير الشام” من الغوطة وفتح معابر تجارية لكل فصيل على حدة.
إدارة المركبات ترصد ناريًا
بالتزامن مع المعارك في قطاع المرج، بدأت فصائل المعارضة عملًا عسكريًا في إدارة المركبات استكمالًا لمعاركها السابقة، وحققت تقدمًا خلال ساعات بالسيطرة على حي العجمي المجاور للإدارة وقتل العشرات من قوات الأسد.
وقالت مصادر عسكرية من الغوطة إن فصائل المعارضة سيطرت على حي العجمي في حرستا والفرن الآلي وطريق حرستا- عربين، وقطعت طريق إمداد قوات الأسد، وسط الحديث عن محاصرة الإدارة ناريًا.
ورفض الناطق الرسمي باسم “حركة أحرار الشام” في الغوطة الشرقية، منذر فارس، التصريح حول مجريات المعارك في المنطقة.
وسيطرت فصائل المعارضة على أجزاء واسعة من إدارة المركبات، خلال معركة أطلقتها “أحرار الشام” باسم “بأنهم ظلموا”، تشرين الثاني الماضي، بينما بقي المعهد الفني تحت سيطرة قوات الأسد.
بدوره استقدم النظام تعزيزات من “الحرس الجمهوري” إلى منطقة الإدارة، ونشر إعلاميون عسكريون صورًا لانتشار قوات الأسد في المنطقة.
وقالت حسابات مقربة من “الحرس الجمهوري”، السبت 30 كانون الأول، إن الفصائل تمكنت من السيطرة على عدة أبنية بعد الثغرة التي تم إحداثها بفعل العربة المفخخة.
وأشارت إلى أنه “تم طلب مؤازرة لسد النقص الحاصل وبالفعل وصلت مؤازرة من الأمن العسكري فقط ومن باقي تشكيلات الحرس الجمهوري”.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، يجب أن ترتبط السيطرة على إدارة المركبات، بالسيطرة على حي العجمي والحدائق وحي الجسرين، وإرجاع نفوذ قوات الأسد إلى المنطقة التي تلي عقدة مواصلات حرستا، إلى جانب السيطرة الكاملة على طريق حرستا- عربين.
وتطل الأحياء المذكورة على الإدارة من الجهة الشمالية الغربية، وتعتبر السيطرة عليها تأمينًا ناريًا بشكل كامل، خاصةً أن المسافة الفاصلة بين الأحياء والإدارة لا تتعدى مئات الأمتار.