الزراعة في ريفي حلب.. طرقات مقطوعة وحدود مغلقة
عنب بلدي – ريف حلب
يواجه فلاحو ريف حلب الشمالي معضلة جديدة تتعلق بتسويق محاصيلهم وتصريفها، بسبب اضطراب القرارات التركية بالسماح بنقل إنتاجهم عبر الحدود، بعد عدة مشاكل تعرضت لها المحاصيل وأثرت على أسعارها وجودتها.
أحمد الحسن، أحد المزارعين من المنطقة، يقول لعنب بلدي إن أكثر المحاصيل التي يعاني الفلاحون في تصريفها هي حبة البركة والكزبرة.
ويوضح أن تكلفة الكيلوغرام الواحد على المزارعين تصل إلى 700 ليرة سورية، لكنهم يعرضونه للبيع بسعر 300 ليرة، دون أن يشتريه أحد، لأن سكان المنطقة أمّنوا حاجتهم، ولا توجد قدرة لدى الناس على تخزين مواد إضافية.
الموسم يزداد سوءًا عامًا بعد عام، بحسب المزارع، فهذه السنة لم تهطل الأمطار، والعام الماضي أودت الألغام بحياة عشرات المزارعين، فضلًا عن التهجير المستمر، وهو ما تسبب بموت آلاف الأشجار المثمرة، لأن مزارعيها لم يتمكنوا من الاعتناء بها.
من جهته يقول المزارع عبد الله جنيد إن المزارعين توقعوا مردودًا أفضل للسنة الزراعية الماضية من سابقتها، كونهم لم يستفيدوا من أراضيهم طيلة فترة سيطرة تنظيم “الدولة” على قرى ريف حلب الشمالي.
وبالفعل كان المحصول جيدًا، إلا أن المحاصيل التي جناها المزارعون مازالت لديهم حتى الآن، ولم يتمكنوا من بيعها، بسبب عدم وجود طرق لشحنها وبيعها.
وسمحت الحكومة التركية في نهاية العام الزراعي بدخول المحاصيل إلى أراضيها، وهو ما شجع الكثير من الفلاحين على الزراعة من جديد، لكن ما هي إلا فترة قصيرة حتى تم إيقاف شراء المحاصيل من قبل الأتراك مرة أخرى، لأسباب لا يعلمها المزارعون.
ويقول رئيس المجلس المحلي لبلدة صوران وريفها، علي الشيخ، إن الحكومة التركية سمحت بداية الأمر بإدخال المحاصيل الزراعية، لكن تجار الحروب بدأوا بشراء كميات من الحبوب، ورفع سعرها، ثم بيعها للأتراك، إذ أصبحت أسعار المنتجات الزراعية السورية أغلى من تلك التركية، وهو ما دفع الحكومة للتوقف عن السماح بإدخال أي مواد زراعية من سوريا.
ويسعى المجلس بشكل مستمر لإيجاد حلول مع الأتراك، من أجل التخفيف عن الفلاحين الذين أنهكتهم الكثير من الظروف، لا سيما وأنهم الآن في موسم قطاف البطاطا الشتوية، والتي تباع بـ 75 ليرة سورية للكيلو والواحد، وهذا أقل من التكلفة الحقيقية التي يدفعها الفلاحون على هذه المحاصيل، لأن زراعة البطاطا تعتمد على الري، وهذا له تكلفة زائدة.
75% من سكان الريف الشمالي والشرقي لحلب يعتمدون بالدرجة الأولى على الزراعة البعلية والمروية، وتشكل مصدر رزق أساسي وشبه وحيد لهم.
إلا أن الغلاء في أسعار المحروقات والأسمدة والأدوية الزراعية، في السنوات القليلة الماضية، أثر سلبًا على الناتج الزراعي للمنطقة، فضلًا عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بزراعة ألغام في هذه الأراضي قبل خروجه من المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :