التهاب الكبد يهدد أطفال ريف حمص

  • 2017/12/31
  • 12:22 ص

طفلتان مصابتان باللاشمانيا في كفرزيتا بريف حماة - 21 حزيران 2017 (عنب بلدي)

ريف حمص – مهند البكور

يواجه أطفال ريف حمص الشمالي تحديًا جديدًا في ظل الحصار المفروض على المنطقة، إذ شهدت الأشهر الماضية انتشارًا واسعًا لمرض التهاب الكبد، وسجل ما يزيد عن 500 إصابة بينهم 50 حالة في وضع خطر.

يتزامن انتشار الحالات المرضية مع نقص في المواد والأدوات الطبية داخل المشافي الميدانية والمستوصفات، وما يرافقها من غياب الكوادر الطبية المتخصصة واللقاحات.

وبحسب مدير صحة حمص، طلال المردود، شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة تزايدًا في الحالات، وتوزعت الإصابات على مدن وقرى أهمها السعن، عزالدين، الزعفرانة، الحولة.

المعدل يرتفع في الحولة

وأوضح المردود، في حديث إلى عنب بلدي، أن معدلات الإصابة ارتفعت في مدينة الحولة خمسة أضعاف عن مثيلاتها في العام الماضي، بينما وصلت في الزعفرانة لأكثر من عشرة أضعاف.

ويحدث التهاب الكبد بسبب الإصابة بفيروس التهاب الكبد من النوع (أ) ويعتبر من أكثر الأمراض المسببة للأوبئة التي تنتشر بين طلاب المدارس وفي المخيمات وأماكن السكن الجماعي.

وينتقل الفيروس عبر الطعام أو الشراب الملوث ببراز شخص مصاب، ولذلك يمكن أن تحدث العدوى بعدة طرق: تناول طعام قام بتحضيره شخص مصاب بالتهاب الكبد (أ) دون أن يغسل يديه بعد الخروج من المرحاض.

كما ينتقل بتناول فواكه أو خضار ملوثة بفضلات شخص مصاب، عدا عن شرب مياه ملوثة بالفيروس، واستخدام مرحاض مشترك مع شخص مصاب دون غسل اليدين جيدًا بعد الخروج، وعدم غسل اليدين بعد تغيير حفاض طفل مصاب.

وأشار مدير صحة حمص إلى أن الكثير من الحالات شفيت بشكل كامل، وفي بعض الأحيان تم إدخال بعض الحالات إلى المشفى للمراقبة وتحسين الحالة العامة.

بينما سجل الطبيب في مشفى الزعفرانة “أبو بكر الحموي” عشر وفيات موثقة تحت سن الخمس سنوات بقصور كبدي صاعق واعتلال كبدي دماغي.

ما أسباب الانتشار؟

وقالت مديرية صحة حمص إن أبرز أسباب الانتشار هي مياه الشرب الملوثة، وري المزروعات بالمياه الآسنة وعدم وجود برامج للتوعية والتثقيف الصحي والعناية بالنظافة الشخصية.

إضافةً إلى بُعد المراكز الطبية عن تجمعات النازحين وعدم وجود مراكز لمراقبة انتشار الأوبئة ووضع آليات لمكافحتها.

وأشارت المديرية إلى ضرورة المساعدة في إطلاق برامج للتوعية والتثقيف الصحي والعناية بالنظافة الشخصية والمساعدة بافتتاح مركز متخصص بالأوبئة وانتشارها وتزويد المراكز الطبية بلقاحات التهاب الكبد.

واعتبر رئيس المجلس المحلي الموحد في الحولة، أسامة جوخدار، أن أهم أسباب انتشار المرض بشكل مفاجئ هو تلوث المياه.

واعتبر جوخدار، في حديث إلى عنب بلدي، أن “الوضع خطير جدًا، ولا يمكن السكوت عنه، خاصةً أن سبب تلوث المياه يأتي على خلفية حفر العشرات من الآبار بالقرب من شبكات الصرف الصحي”، معتبرًا أنه يجب أن تكون المسافة بين الصرف الصحي وبئر المياه المراد حفره 700 متر كحد أدنى.

تخوف من استهلاك المحاصيل

في السياق، قال المزارع خالد خيارة إن العشرات من المزارعين يقومون بري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي، وخاصة الخضراوات، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار المرض في حال أكل الخضراوات دون غسلها بشكل جيد.

وأضاف لعنب بلدي أنه عندما يقوم المزارع بري محصول بمياه الصرف الصحي ينضج المحصول قبل أوانه، ما يزيد من مدخوله، مشيرًا إلى أن “هذا العمل يحتاج إلى رقابة من الجهات المعنية في المنطقة”.

بينما تخوف الشاب محمد البكور من شراء الخضراوات المنتشرة في محال المنطقة، قائلًا إنه يرفض شراءها لتفادي إصابة أولاده بهذا المرض، خاصة أن المشافي الميدانية عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية للمريض.

مقالات متعلقة

  1. مرض كبدي مفاجئ ينتشر بين الأطفال.. ما الذي تقوله الدراسات؟
  2. إثر تلوث مياه الشرب.. مئات الحالات مصابة بالتهاب الكبد الوبائي بدرعا
  3. إصابات بالتهاب الكبد في ريف سلمية.. "البوظة" مشتبه به
  4. "التهاب الكبد لا يقبل الانتظار".. دعوات للقضاء على المرض بحلول 2030

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية