عنب بلدي – خاص
“عشنا الألم وعاشه الحجر معنا داخل حلب”، يصف رامي مصطفى، المهجر من مدينة حلب، معرضًا حضره في مدينة اعزاز، معتبرًا أنه “تجسيد لما مررنا به وتوثيق لحقبة شهدت إجرامًا لا مثيل له”.
عرض مجموعة من إعلاميي حلب صورًا عن مآسي الأحياء الشرقية من المدينة، تزامنًا مع الذكرى الأولى لتهجير الأهالي قسرًا، خلال معرضين نظّما في مدينتي اعزاز بريف حلب الشمالي، والأتارب غربي المحافظة، في 23 و 25 كانون الأول الجاري.
وتضمن المعرض حوالي 85 صورة اختارتها لجنة ضمن “ملتقى إعلاميي حلب وريفها”، من مشاركات قرابة 18 إعلاميًا، وفق ما قال رئيس المكتب التنفيذي فيه إسماعيل الرج، لعنب بلدي.
وأوضح الرج أن الصور شرحت فترة الحصار والتهجير داخل مدينة حلب، وغطت الفترة بين شباط 2016 وحتى “سقوط المدينة”، وفق تعبيره، لافتًا إلى أنه كان مقررًا تنظيم المعرض بتاريخ واحد في المدينتين، إلا أن بعض الإجراءات أخرت عقده في اعزاز ليومين.
عنب بلدي استطلعت آراء بعض المشاركين في المعرض، وهو الأول من نوعه في المنطقة، وحضرته شخصيات رسمية من مجالس محافظة حلب المحلية ومديرية الصحة و”الدفاع المدني”، ورغم قلة الإمكانيات أصر المشاركون على عرض صورهم بجهود مشتركة واعتبروه ناجحًا من وجهة نظرهم.
“أظهر المعرض مآسي حلب التي هُجّر أهلها بالقوة أمام العالم أجمع، دون أن يحرك ساكنًا”، وفق عبد الرحمن يزن، الذي حضر المعرض مؤكدًا “حلب باقية في قلوبنا حتى نعود إليها”.
ورأى محمد أحمد من أهالي ريف حلب، أن الصور التي عرضت “لن تكفي لعرض حجم المأساة التي عاشها أهالي الأحياء الشرقية”، داعيًا إلى تنظيم معارض متكررة “لأنها تذكرنا بالأحياء التي نحبها والناس الذين خسرناهم في حلب”.
وختم محمد حديثه لعنب بلدي بقوله، “ربما تكون بعض الصور عادية، إلا أن معظمها حمل من الألم والمعاناة ما لا يمكن وصفه”.
في 22 كانون الأول 2016، خرجت آخر القوافل من أحياء حلب المحاصرة، ولم يتبقَ شرقي المدينة سوى أماني العودة المعلقة على الجدران.
وبلغت أعداد المهجرين من الأحياء الشرقية إلى الريف الغربي 1052 عائلة، بينما وصلت 5552 أخرى إلى الريف الشمالي، الأمر الذي وصفته منظمات دولية عدّة بأنه “أكبر عملية تهجير قسري في سوريا”.