تزداد المراهنة على قدرة الروبوتات في مشاركة الإنسان لحياته على كوكب الأرض، بعد أن أصبحت مخاوف الخيال العلمي في الأفلام، أكثر قربًا من شاشة السينما.
وبعد تمكن الروبوتات من الالتحاق بمجالات عديدة بعضها يحتاج للتفاعل والتقدير، مثل تشخيص بعض الأمراض، والمضاربة في البورصة، وصلت الروبوتات إلى عالم الموسيقى.
هذا التقرير يلقي الضوء على أشهر الروبوتات التي أحدثت نقلة نوعية في مجال استغلال الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام “شبه إنسانية” في الموسيقى، خلال العام 2017.
روبوت DJ الراقص
تفاجأ رواد نادي “كارلوفي لازن” الموسيقي في العاصمة التشيكية براغ، باحتلال روبوت للمنصة التي يقف عليها الـ “DJ”، واختياره للأغاني والموسيقى التي سيرقص عليها الحضور.
وظهر الروبوت على شكل ذراع عملاقة تنتهي بكماشة، وبواسطة برنامج خاص لمساعدته في اختيار الأغاني، استطاع الروبوت أن يختار أقراصًا معينة من رفوف قريبة منه، ووضعها في ثلاثة مشغلات موسيقية أمامه.
لم يتوقف الروبوت عند هذا الحد بل تجاوز ذلك تعديل التسجيلات التي اختارها، وما هي إلا لحظات حتى بدأ بالرقص أيضًا، ويتناوب الروبوت مع مبرمج بشري في إدارة هذه العملية كل ساعة.
وفي حين اعترض البعض على الفكرة مشككين بقدرة الروبوت على الشعور بالموسيقى والتفاعل معها، قال مدير النادي إن الناس متحمسون لهذه التجربة لأنه لم يسبق لها أن حدثت في أوروبا، وربما في العالم كله، وفق ما نقلت عنه وكالة “رويترز”، في 22 كانون الأول 2017.
“يومي” يقود الأوركسترا
في أيلول الماضي كان العالم على موعد مع مفاجأة، حين قاد روبوت اسمه “يومي” الأوركسترا المرافقة لأسطورة الغناء الأوبرالي، أندريا بوتشيلي.
وصممت شركة “ABB” السويسرية “يومي” بذراعين يمسك بأحدهما عصا كالمايسترو، وظهر لأول مرة في مسرح فيردي بإيطاليا، خلال المهرجان الدولي الأول لأجهزة الإنسان الآلي.
وقال قائد الأوركسترا، أندريا كولومبيني، إنهم احتاجوا بعض الوقت لفهم حركات “يومي”، لكن بعد ذلك أصبح كل شيء سهلًا جدًا، وفق ما نقلت عنه وكالة “رويترز”.
وتولى كولومبيني مهمة تدريب الروبوت من خلال مسك يديه حتى يتمكن الكمبيوتر من حفظها بشكل صحيح، وبالرغم من الأهمية الكبيرة التي أضافها “يومي” لطول وسرعة الحركة المضبوطة، إلا أن أي تغيير غير متوقع في إيقاع الموسيقى كفيل بإفساد الحفل، وهو ما يتطلب جهدًا بشريًا أيضًا في مواكبته.
“شيمون” يؤلف الموسيقى
بعد تدريب امتد على مدار سبع سنوات، انطلق الروبوت “شيمون” في حياته الموسيقية، وبدأ بتأليف وعزف أولى ألحانه الخاصة في حزيران الماضي.
وعمل فريق من الباحثين في معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، على ابتكار وتطوير “شيمون” للعزف على آلة “الماريمبا”، بأربع أذرع.
وقال طالب الدكتوراه ماسون بريتان، الذي درب “شيمون”، إن الروبوت أصبح بإمكانه ابتكار مفاهيم موسيقية وتأليف مقطوعات خاصة به، لمجرد أنه تعلم الدرجات الأربع على السلم الموسيقي، وفق ما نقل عنه موقع “ساينس ديلي”.
ويفكر “شيمون” مثل الموسيقيين البشر، إذ يركز على التركيب الكلي للمقطوعة، وليس على اللحن التالي الذي سوف يعزفه، بحسب بريتان.
وبعد أن تم تزويد “شيمون” بخمسة آلاف أغنية كاملة، وأكثر من مليوني لحن متنوع، تمكن من تأليف مقطوعتين موسيقيتين، طول كل منهما قرابة 30 ثانية.
–