شغل مشهد إسقاط طائرة للنظام السوري شرقي حماة بصاروخ حراري نوع “FN6” المشهد الميداني في سوريا، واعتبرت العملية تحولًا نوعيًا في حسابات المعارضة من شأنه تغيير الواقع العسكري لصالحها.
وعلى الرغم من عدم حداثة الأمر، إلا أن الاستخدام الضيق لهذا النوع من الصواريخ (صينية المنشأ) في المواجهات بين المعارضة والنظام كان له أثر كبير.
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن إسقاط الطائرة حتى الآن، على خلفية تبني أكثر من فصيل للعملية وقتل الطيار، وسط الحديث عن انحصار الاستهداف بين “حركة أحرار الشام” و”جيش إدلب الحر”.
وتعرض عنب بلدي في تقريرها أبرز المواصفات التي يحملها الصاروخ الحراري المصنف ضمن قائمة مضادات الطيران، وأبرز الفصائل العسكرية التي تمتلكه.
مجال قصير المدى
صواريخ “FN6” صينية المنشأ، وهي مضادة للطائرات قصيرة المدى، ويبلغ مداها الأقصى 5500 متر، والارتفاع الأقصى حوالي 3700 متر، ومحمولة على الكتف ويتكون طاقمها عادة من شخصين.
تمتلك المنظومة التي تسمى أيضًا “السهم الطائر الصيني” باحثًا حراريًا رقميًا، يلتقط الأشعة تحت الحمراء الصادرة من محرك الطائرة، وقادر إلى حد ما على تجنب التشويش الذي تقوم به الطائرات بواسطة ما يعرف بالمشاعل أو البالونات الحرارية.
ويمكن استخدامه ضد الحوامات والطائرات النفاثة والطائرات دون طيار، إلى جانب الأهداف التي تطير على ارتفاع منخفض حتى 15 مترًا، واحتمال إصابته وتدميره الهدف هو 70% أي بحاجة إلى صاروخين لكل طائرة.
تتركز ذروة فاعليته في استهداف الطائرات أثناء الإقلاع و الهبوط في المطارات وفي فترة الصباح تحديدًا، كونه غير مزود بجهاز تسديد ليلي.
ويحتاج إلى طاقم مدرب بشكل جيد، كونه يحتاج إلى دقة في استخدامه.
ووفق معلومات عنب بلدي دربت قطر في السنوات الأولى للثورة السورية العشرات من عناصر “الجيش الحر” على استخدامه ضمن معسكرات خاصة على أراضيها.
https://www.youtube.com/watch?v=9aLgmol0nK8&feature=youtu.be
من هي الفصائل التي تمتلكه؟
بحسب مصادر عسكرية قالت لعنب بلدي إن الصواريخ تم اغتنامها من مستودعات مهين في ريف حمص الشرقي عام 2013، واستخدمت على نطاق ضيق في معركة “قادمون يا حمص”، بسبب غياب الكوادر العسكرية المدربة لاستخدامه.
ورصدت عنب بلدي صورًا للصواريخ في بلدة تيرملعة بريف حمص الشمالي، التقطها المصور محمود طه، في 20 نيسان 2016، ونشرتها وكالة “AFP”.
وأوضحت المصادر أن “الغنيمة” الأكبر من الصواريخ المضادة للطائرات كانت في وادي الضيف بعد السيطرة عليه عام 2014، مشيرةً إلى أن القسم الأكبر منها معطل ويفقد قطعه الرئيسية.
ويعود الظهور الأول لاستخدام الصواريخ إلى الخامس من آذار 2013 في حلب قرب مطار النيرب، إلى جانب بعض الصور غير المؤكدة مطلع عام 2012.
وفي تسجيل مصور لـ”كتيبة درع الوفاء” التابعة لـ”دروع الثورة” العاملة في حلب سابقًا، حزيران 2013، أظهر إسقاط طائرة نوع “حربي رشاش” بالقرب من مطار النيرب العسكري.
بينما أعلنت “حركة أحرار الشام”، في نيسان 2016، إسقاط طائرة روسية في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي.
ورغم تأكيد مصادر عسكرية إسقاطها بصاروخ “FN6″، نفت “الحركة” ونسبتها إلى سكان محليين.
وقالت المصادر العسكرية إن الصواريخ استخدم عدد جيد منها دون أي نتيجة، مؤكدةً أن القسم الأكبر منها موجود لدى “حركة أحرار الشام”.
https://www.youtube.com/watch?v=FX27opq8VYs
صواريخ مشابهة بعيدة عن المواجهات
لا تقتصر الأسلحة المضادة للطائرات في سوريا على الصواريخ الصينية فقط، بل برزت أنواع أخرى بينها صواريخ “كوبرا” و”ستريلا” الروسية.
وبحسب معلومات عنب بلدي يمتلك “جيش الإسلام” صواريخ مضادة نوع “ستريلا”، إلا أنه لم يستخدمها في مواجهاته ضد قوات الأسد.
بينما يتركز وجود صواريخ “كوبرا” في المنطقة الجنوبية في سوريا، حصلت عليها بعض الفصائل عن طريق السوق السوداء، والبعض الآخر من مستودعات النظام السوري التي تمت السيطرة عليها، مطلع أحداث الثورة السورية.
وفي تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أكد في أكثر من مناسبة أن الرياض مستعدة لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات في حال فشل الحل السياسي.
وجود الصواريخ يمكنه أن يحيّد سلاح الجو عن المعادلة، في سيناريو مشابهٍ لتزويد الولايات المتحدة مقاتلي أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي بصواريخ “ستينغر”، ما دعمهم في مواجهة الجيش السوفييتي الذي انسحب بشكل كامل عام 1989.
–