“بعض أعوان النظام ساعدوا في تأجيج الاحتقان”.. مساعٍ لاحتواء الخلاف بين النصرة وجبهة ثوار سوريا
عنب بلدي أونلاين – الثلاثاء 16/9/2014
بعد أكثر من شهرين على المواجهات العسكرية في ريف إدلب بين “جبهة ثوار سوريا” و”جبهة النصرة”، تظهر ملامح صلح واحتكام الطرفين إلى “الشرع”، وذلك بعد عدة محاولات ومبادرات للصلح، كان آخرها مبادرة أبو عيسى الشيخ رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية.
وقال قيادي بارز في جبهة ثوار سوريا (طلب عدم الكشف عن اسمه) في حديث لعنب بلدي إن “الإشكاليات بدأت مع جبهة النصرة منذ أكثر من شهرين، ودعوناها لتحكيم الشرع في عدة مواطن دون أي ردّ، وكانت حجتها في محاربتنا ملاحقة المفسدين”، مضيفًا “لو أرادوا فعلًا قتال المفسدين، فليأتوا بالشرع ويطلبوهم منا؛ هل طلبوا شخصًا واحدًا من جمال معروف (قائد جبهة ثوار سوريا) ولم يعطهم إياه؟”.
وكان الجانبان اتفقا، مطلع تموز الماضي، على أن يكون الشيخ أبو يعقوب، وهو أحد شرعيي النصرة، على رأس لجنة لحل النزاع، قبل أن يلقى حتفه بلغمٍ وضع أمام منزله في أول أيلول الجاري.
وأوضح القيادي في “جبهة ثوار سوريا” أنه “قبل اغتيال أبو يعقوب قدمنا قائمة بأسماء المطلوبين (الضالعين بقتل عناصر من ثوار سوريا)، فقررت اللجنة أن تتابع الموضوع بعد عيد الفطر، وأخذنا منهم مواثيق للبت في الأمر، لكننا تفاجأنا بحملة من النصرة على مدينة حارم الحدودية بدل أن تحل هذه المشكلة”، وعند الاستفسار من الشيخ حول التطورات أجاب بأنه لم يعد على علاقة باللجنة، وفق القيادي.
ودخل أبو عيسى الىشيخ، رئيس مجلس الشورى في الجبهة الإسلامية وقائد لواء صقور الشمال، على خط المفاوضات، وقدم مبادرة جديدة في شهر آب الماضي، دعا فيها إلى “الصلح والاحتكام إلى الشرع”، ووافقت قيادة “ثوار سوريا” على المبادرة؛ إلا أن النصرة زادت حشودها في جبل الزاوية، وأضحت المناطق من دركوش حتى حارم “تغلي وتتأهب لما هو قادم”، بحسب تعبير القيادي.
ومنذ آب وحتى مطلع أيلول الجاري شهد ريف إدلب هدوءًا ملحوظًا دون اشتباكات بين الطرفين، لكن المفاوضات لم تتوصل إلى نتيجة بعد، ومازالت “النصرة” تحتجز عددًا من مقاتلي “ثوار سوريا”، وسط مطالب بالقصاص وتحكيم الشرع من أهالي الذين قتلوا في المعارك.
وأشار القيادي، إلى أن “بعض المغرضين من النظام وأتباعه ساعدوا في تأجيج الخلاف والاحتقان، من خلال أخبار وبيانات كاذبة للطرفين، سارعنا نحن بدورنا إلى نفيها”. وكانت “جبهة ثوار سوريا” نفت مساء أمس الاثنين، بيانًا “مزورًا” يتضمن تعميمًا من قائدها جمال معروف بـ “النفير العام ضد النصرة”.
وكانت جبهة النصرة قد دخلت إلى قرية “حفسرجة” في جبل الزاوية بريف إدلب يوم الأحد الماضي (14 أيلول) بعد مقتل أحد عناصرها في القرية، فحصلت اشتباكات بينها وبين مقاتلين تابعين لجبهة ثوار سوريا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ليسود هدوء نسبي من جديد، تزامنًا مع إعلان جبهة النصرة عن “إجراءات تحضيرية لعقد محكمة شرعية مع جبهة ثوار سوريا بخصوص الأحداث الأخيرة”، بحسب مصادر مقربة منها دون تفاصيل عن هذه الإجراءات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :