أنا مع حكومة الإنقاذ والأرامل
خطيب بدلة
لو أن حكومة الإنقاذ الإدلبية التابعة لـ “فتح الشام” كانت تبحث عن شرعية انتخابية، و”دقرتْ” معها الشغلة على صوت واحد، لكنت أجريت تعديلًا بسيطًا على قول الشاعر طَرَفَة بن العبد: “إذا القوم قالوا..”، وجعلتُه مكسورَ الوزن على النحو الآتي:
إذا الإنقاذ قالتْ مَنْ يُصَوّتْ خِلْتُ أنني، عُنِيْتُ، فلم أكسلْ ولم أتَبَلَّدِ
وهرعتُ إلى أقرب صندوق انتخابي أممي في دول التشرد و”دَزَزْتُ” لهم فاكسًا يتضمن صوتي الانتخابي معطرًا، مع رسالة شكر وامتنان وتأييد.. ولولا أن إطلاق النار (القويس) ممنوع في البلاد الاستعمارية لسحبت لهم مشطين من الفَرْد الستندر الذي قال بحقه المطرب: فَرْدَك استندر يا أبو قدور، يضرب ضرب روشيش.
السبب في نوبة الحماس المفاجئة هذه، بصراحة، هو القرار الشجاع الذي اتخذته حكومة الإنقاذ مؤخرًا، وينص على إلزام النساء الأرامل اللواتي يعشن في المناطق “المحررة” بالسكن مع “مُحْرَم شرعي” أو بجوار المحرم، وقد جاء في البيان المصاحب لهذا القرار أن غاية القرار هو “الحفاظ على سمعة الأخت الأرملة، وأن يكون المُحْرَمُ عونًا لها، ورادعًا لكل طامع” (المصدر: عنب بلدي).
برأيي المتواضع، إن هذا القرار لن يكون “وحدَه” منقذًا للدولة التي نطمح لبنائها في المستقبل بعد أن نتخلص، بعون الله، من نظام الأسد الذي ثرنا في الـ 2011 لكي نسقطه، وإنما هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وأما الخطوات الأخرى فاسمحوا لي أن أرشدكم إليها، راجيًا إياكم أن تُصدروا بمضمونها قرارًا وتعميمًا، وهي ألا يكون وجودُ المحرم في البيت شكلانيًا، بل فعالًا، فيمنعها من مغادرة المنزل إذا لم يكن ثمة حالات بالغة الضرورة، ويصمم لها الملابس التي يجب عليها أن ترتديها فيما لو اضطرت للخروج لا سمح الله، فتكون سوداءَ كامدًا لونُها، تُغطي الوجه كاملًا، وبضمنه فتحتا العينين وفتحة المنخار، ويتدلى ثوبها حتى يصل الأرض، فلا تترك الأرملة، حينما تمشي ويسحبها أحدُ محارمها الصغار، “وسخاية” كبيرة أو صغيرة إلا وتَشحطها بثوبها، وأن يتفرغ المحرم، في النهار وآناء الليل، لحمايتها من أعمال الشيطان، فيبعد مِنْ متناول يدها الورق والأقلام واللابتوبات والتابلوهات، فقد يخطر لها أن تخط مكتوبًا غراميًا لبعض الفجار والفساق، وأن يمنع تداول أصوات الطبول والزمور والمعازف الوترية بوجودها، ويحظر اقتناء أي نوع من الكومبيوترات وأجهزة التلفزة التي تأتي بالفسوق خالصًا، واصلًا إلى البيت، مع الإعفاء من خدمة التوصيل.
وأنا، لعلمك يا سيدي الكريم، لا أشلف كلامي شَلْفًا، وإنما أتحدث عن معرفة ودراية، فالشعبان الألماني والياباني كيف نهضا وبلغا تلك الذرى الحضارية السامقة بعد الحرب العالمية الثانية؟ بكل بساطة هم نهضوا وتطوروا لأنهم استطاعوا الحفاظ على سمعة الأرامل، وجعلوا محارمهن يعيشون عاطلين عن العمل، لا كارَ لهم ولا شغل سوى مراقبتهن، ومنعهن من التنفس، وحينما كان أي رجل ياباني أو ألماني يستشهد سرعان ما يأتي أحد المجاهدين ويتزوجها، فيستر عليها، ويبقى المجتمع صاعدًا في سلم التطور كما لو أنه صاروخ مُجَنَّح!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :