لحقت انتكاسة جديدة نادي ريال مدريد الإسباني بعد خسارته على يد غريمه التقليدي برشلونة بثلاثية نظيفة في ملعبه “البرنابينو” وبين جمهوره، ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة من الدوري الإسباني، لتعمق هذه الخسارة من جراحه.
خسارة الريال بثلاثية أفقدته إلى حد بعيد الأمل في المنافسة بالدوري بعد أن أصبح الفارق بينه وبين البارسا المتصدر 14 نقطة، إذ يحتل المركز الرابع برصيد 31 نقطة في حين يتربع برشلونة عرش الصدارة بـ 45 نقطة.
برشلونة أثبت نجاعته هذا الموسم، بقيادة مدربه فالفيردي، الذي حافظ على رتم خالٍ من الخسارات، رغم غياب العديد من النجوم، أبرزهم قلب الدفاع أومتيتي للإصابة، والتعثر في سوق الانتقالات الصيفية السابقة حين لم ينجح النادي بإبرام صفقات كبيرة، سوى مع عثمان ديمبلي الذي أصيب في مبارياته الأولى ولم يقدم شيئًا للنادي حتى اللحظة.
لكن فالفيردي فرض إيقاعه في المباراة، بتكتيك عال، نجح فيه بامتصاص هجوم الملكي في الشوط الأول، وأجبره على اللعب في منتصف الميدان.
وغزا منطقته في الشوط الثاني ليدك الشباك المدريدية بثلاثة أهداف، عن طريق سواريز وميسي ثم فيدال.
ويظهر تفوق فالفيردي التكتيكي باستثماره للاعب البرازيلي باولينهو، الذي أطلق عليه لقب “الوحش”، فرغم الانتقادات التي طالت النادي عقب إبرام الصفقة معه قادمًا من الدوري الصيني، كان مصدر قلق وتهديد حقيقي لمرمى الريال.
كما أنه سجل ستة أهداف لصالح النادي حتى الآن رغم أنه لا يلعب أساسيًا طيلة الوقت.
في المقابل، فإن انتكاسات متوالية لحقت بالملكي منذ بداية الموسم، إذ خسر ثلاث مباريات في الدوري أمام ريال بيتيس وجيرونا وبرشلونة، في حين تعادل أربع مرات أمام فالنسيا وليفانتي وأتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو.
كما حل في المركز الثاني في دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا خلف توتنهام الإنكليزي، الذي خسر أمامه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، والتي كانت الخسارة الأولى منذ خمس سنوات في دوري المجموعات، لبطل أوروبا لموسمين متتالين.
وبوجود لاعبين كبار وكتيبة احتياطية بقيمة الأساسية، يحمل مسؤولية تلك الانتكاسات المدرب زين الدين زيدان، بحسب محللين رياضين، بسبب الاستمرار بنفس الأسلوب الذي لعب به خلال الموسمين الماضيين المميزين للريال، ما سمح للمنافسين بفهم الطريقة جيدًا.
كما أن إصرار زيدان على إشراك المهاجم كريم بن زيما، رغم تدني مستواه وصيامه عن الشباك، كان له محل من انتقادات الجماهير، حتى إن معلق المباراة عصام الشوالي وصفه بـ “راعي الجلطة لعشاق الملكي”.
زيدان قال عقب مباراة البارسا إنها “هزيمة صعبة للغاية لكننا لن نغير أي شيء، لا تفكروا فيما حدث، اذهبوا للاستمتاع مع عائلتكم بالإجازات وعودوا إلينا، المنافسة لم تنته بعد”.
ويرى محللون أن انتكاسات الملكي ربما تدفع الإدارة إلى إبرام صفقات ضخمة في الانتقالات الشتوية المقبلة، مع لاعبين بارزين في محاولة لإنقاذ الفريق، خاصة وأن الملكي سيواجه في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان الفرنسي المدجج بالنجوم وعلى رأسهم نيمار دا سيلفا ومبامبي، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.
فهل يستطيع الريال تجاوز انتكاساته ويعود من بعيد؟