ريف حماة – إياد عبد الجواد
أطلقت “مديرية التربية والتعليم في مدينة حماة الحرة”، 4 كانون الأول الجاري، نداء استغاثة عبر صفحتها في “فيس بوك” تحذر فيه من توقف عملية التعليم، وتسرب نحو 13 ألف طفل من مدارسهم نتيجة انعدام الدعم منذ أكثر من ستة أشهر.
النداء أكد أن كادر المديرية متطوع، وهو ما أثقل كاهله، إذ لا يتقاضى أي رواتب أو تعويضات، إضافة إلى عدم وجود كلفة تشغيلية، ما أدى إلى شلل كامل في دوائر المديرية ومجمعاتها، وعرقلة عملية الإشراف على المدارس ومتابعتها، وسط مخاطبة المهتمين بحقوق الطفل والتعليم، و”الحريصين على مستقبل سوريا بعدم ترك المديرية وحدها في الميدان”.
الأهالي يدعمون المنظمة
مدير تربية حماة الحرة، أحمد الفارس، أوضح أن مدارس حماة تنتشر على أربع مناطق جغرافية، هي “الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي المحاصر”، إضافة إلى مدارس المخيمات، مؤكدًا لعنب بلدي أن وضع المدارس مأساوي، إذ لم يصلها أي دعم لوجستي من قرطاسية ووسائل تعليمية أو تدفئة أو كتب، مشيرًا إلى أنها لم تُكفل أبدًا، باستثناء أربع مدارس تكفلها منظمة “مجد الشام”، و16 مدرسة كانت مكفولة من مؤسسة “العدالة والتطوير” لكنها توقفت بحجة توقف تحويل الأموال.
من جهته، أكد مدير مكتب التعليم في مجلس محافظة حماة الحرة، سامر الصطوف، أن عدد المدارس الطوعية التابعة لمديرية التربية والتعليم الحرة في حماة، بلغ 120 مدرسة، تضم حوالي 1300 مدرس وإداري، جميعهم يعملون بشكل طوعي منذ بداية العام الدراسي الحالي، وحوالي 36 ألف طالب، أكثر من 80% منهم لا يملكون كتبًا، في ظل عدم قدرة أهاليهم على شرائها أو شراء القرطاسية.
ومن أجل استمرار العملية التعليمية، عمدت المديرية إلى تأمين دعم مادي عبر الأهالي، بحسب الصطوف، الذي أكد لعنب بلدي أنه يتم الاعتماد حاليًا على تأمين دعم بنسبة أقل من 50% لكل مدرسة على حدة، من خلال جمع تبرعات من المدنيين، وخاصة ذوي الطلاب، لتأمين مازوت التدفئة للطلاب، ولتغطية النوافذ، وشراء قرطاسية بسيطة لإدارة المدرسة.
في حين أشار الفارس إلى أن المديرية طلبت من المديرين جمع رسم “تعاون ونشاط” قيمته ألف ليرة سورية من كل طالب لمرة واحدة، كحل إسعافي من أجل تسيير أمور المدارس، مشيرًا إلى أن الإجراء يسيّر أمور المدرسة لشهرين فقط أو أقل، على أمل إيجاد الحلول من قبل المنظمات.
الفارس قال إن المديرية أعلنت إفلاسها بسبب غياب الدعم عنها منذ أكثر من ستة أشهر، وإن المعلمين يعملون بشكل تطوعي دون راتب ما يجعلهم يعانون الأمرين بين إعالة ذويهم وتعليم طلابهم.
فصل الشتاء يزيد المعاناة
غياب الدعم تزامن مع دخول فصل الشتاء، خاصة وأن غالبية المدارس مدمرة جزئيا أو كليًا بفعل القصف، ولا تصلح للعمل التعليمي، وهذا ما أكد عليه مدير المجمع الغربي في تربية حماة الحرة، خالد الفارس، بأن وضع 15 مدرسة موزعة من قرية زيزون شمالًا حتى ميدان الغزال في جبل شحشبو جنوبا مأساوي، إذ إن أغلبها دون أبواب أو نوافذ.
وأشار الفارس إلى أن مدارس سهل الغاب التابعة للمديرية تعرضت للقصف، كمدارس العنكاوي والزقوم والحميدية، في حين أن نسبة الدمار في بقية المدارس أقل، وجمعيها بحاجة إلى إصلاح وترميم، وسط غياب المحروقات التي تقي الطلاب ومعلميهم من برد الشتاء، في ظل العمل التطوعي من قبل المعلمين الذين يتكفلون بمصاريف المدارس.