تصدرت مفاوضات خروج “هيئة تحرير الشام” واجهة الأحداث في الغوطة الشرقية، دون وضوح تفاصيل اتفاق الخروج بسبب التكتم الإعلامي من قبل الفصائل العسكرية.
وقالت مصادر مطلعة من ريف دمشق اليوم، السبت 23 كانون الأول، إن مصالح متضاربة بين فصيلي “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” عطلت عملية الخروج حتى اليوم، وسط الحديث عن اتفاقيات “تحت الطاولة” لكل فصيل على حدة.
وأضافت في حديث لعنب بلدي أن الظروف الحالية تؤكد تأجيل الاتفاق إلى الفترة التي تعقب محادثات “أستانة9″، المقرر عقدها منتصف كانون الثاني المقبل.
ولا تقتصر عرقلة الخروج على قضية واحدة بل على عدة أمور أبرزها ملف أسرى “الهيئة” الذين يحتجزهم “جيش الإسلام”.
وفي حديث سابق مع أمير عسكري في “تحرير الشام” قال إن “شرخًا في صفوف تحرير الشام بسبب اتفاق الخروج الذي وقعه فيلق الرحمن مع روسيا، وذلك لعدم كون الهيئة طرفًا في الاتفاق المبرم”.
وأضاف أن ملف أسرى “الهيئة” عالق إلى هذه اللحظة، بسبب رفض جماعة من “تحرير الشام” الخروج إذا لم يتم إنهاء الملف، وخاصة بعد إعلان مقتل 17 مقاتلًا من أصل 30 يحتجزهم “جيش الإسلام”.
وبحسب المصادر المطلعة داخل “جيش الإسلام” على خط اتفاق خروج “الهيئة” من المنطقة، عن طريق مفاوضات يجريها مع النظام السوري لحصر عملية الخروج من معبر الوافدين الذي يصل مع مناطق سيطرته في مدينة دوما.
لكن فصيل “فيلق الرحمن” يصر على أن يكون الخروج من معبر مدينة جسرين الواقعة في نفوذه، ويجري أيضًا مفاوضات مع الجانب الروسي للتأكيد على ذلك، الأمر الذي كان له دور كبير في تشتيت الخروج حتى اليوم.
إلى ذلك قالت المصادر إن “الجيش” ليس لديه أي مصلحة بفتح طريق جسرين، كون فتحه يؤثر على معبر مخيم الوافدين، الذي يعتبر المورد الأساسي والأبرز له، عدا عن الضغط الذي يفرضه من خلاله.
وأضافت أنه من ضمن المفاوضات التي يخوضها “جيش الإسلام” مع النظام ملف الأسرى الذي وضعه مقابل حصر عملية الخروج من معبر الوافدين فقط.
وتنتظر فصائل المعارضة موعد الخروج الذي تأجل بسبب الخلافات الأخيرة، ولم يصرح أي طرف إلى لحظة إعداد هذا التقرير عن بنود المفاوضات رسميًا.
وكانت حافلات وصلت إلى معبر مخيم الوافدين الواصل بين مناطق المعارضة ومناطق النظام، السبت الماضي 16 كانون الأول، وتأجلت عملية نقل مقاتلي الهيئة إلى وقت غير محدد.
ووقعت فصائل المعارضة في الغوطة اتفاقات كل منها على حدة، مع الجانب الروسي، كانت عنب بلدي نشرت مضامينها في تقرير سابق، لكن الفصائل لم تنشر أي تصريح بهذا الخصوص.