يشارك المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في برنامج اليوم الثاني من محادثات “أستانة”، وتسعى روسيا لجلب التأييد لعقد مؤتمر “سوتشي”، والتي تواجهه أربعة عراقيل.
مباحثات مكوكية
النسخة الثامنة من “أستانة” مستمرة في يومها الثاني اليوم، الجمعة 22 كانون الأول، بينما ستكون اللقاءات بين دي ميستورا والضامنين للمحادثات حاسمة في تقرير مصير مستقبل عقد “سوتشي”، وعلاقته بـ “جنيف”، الذي قال المبعوث الأممي إن نسخة تاسعة منه ينتظر عقدها، كانون الثاني المقبل.
صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن مصادر وصفتها بـ “الدبلوماسية الغربية”، قولها إن روسيا تنتظر رد النظام حول إمكانية تسلم فاروق الشرع لرئاسة المؤتمر، دون أن يكون له علاقة بالمرحلة الانتقالية.
وذكرت أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أبلغ موسكو بشرطين لمشاركة الأمم المتحدة في “سوتشي”، أولهما أن يعقد لمرة واحدة فقط وليس سلسلة من المؤتمرات، وأن يكون جزءًا من مفاوضات جنيف وتنفيذ القرار 2254، وهذا موقف دول غربية بينها أمريكا، وفق المصادر.
أربع عراقيل في وجه “سوتشي”
أربع عراقيل تقف في وجه عقد مؤتمر “الحوار الوطني السوري”، كما أطلق عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وتتمثل الأولى بفكرة التفاهم بين روسيا وتركيا، حول قائمة المدعوين التي أقرت في قمة سوتشي، بين أردوغان وبوتين وروحاني، تشرين الثاني الماضي.
وذكرت مصادر إيرانية، أمس، أن الوفد التركي يتحفظ على أسماء 23 كرديًا، ضمن لائحة قدمها الوفد الروسي لحضور “سوتشي”، من أصل 1490 اسمًا لشخصيات سورية.
ووفق المصادر تضم الشخصيات سياسيين ورؤساء نقابات وفنانين ومثقفين وعسكريين، بينهم مسؤولو نقابات أطباء البيطرة، إضافة إلى نخبة من خبراء الدستور والسياسيين.
وترفض أنقرة إشراك أي شخصية من حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (PYD) أو أي شخصية مقربة منه.
الثانية تتمثل بالموافقة على دعوة الشرع إلى المؤتمر، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين روسيين قولهم إن موسكو تريد حضور الشرع وأبلغت دمشق رسميًا، بينما تنتظر الإجابة، في وقت لم يتبلغ نائب الرئيس السوري السابق دعوة رسمية.
وقال دبلوماسي روسي “نريد أن يقتصر دور الشرع على رئاسة المؤتمر وتشكيل لجنة دستورية، وليس صحيحًا أنه سيكون رئيسًا للهيئة الانتقالية”.
وتتعلق الثالثة بدور الأمم المتحدة، إذ تريد موسكو تشكيل “لجنة دستورية” في “سوتشي” بحضور دي ميستورا، على أن تعقد اللجنة أول اجتماعاتها في جنيف.
بينما يتمسك المبعوث الأممي إلى سوريا بتشكيل اللجنة من الحكومة والمعارضة في مفاوضات “جنيف”، على أن تدعم في مؤتمر “سوتشي” وتعقد اجتماعاتها في جنيف، وفق المصادر.
الرابعة تتمثل بموقف النظام الذي تبدل في “جنيف”، حين عاد الجعفري إلى المرحلة الثانية من النسخة الثامنة، وقال إن النظام يرفض بحث ملفي الدستور والانتخابات، “قبل تحرير سوريا من جميع الإرهابيين وقبل استعادة الدولة سلطتها على جميع الأراضي السورية”.
وتداول ناشطون خلال الأيام الماضية تسجيلًا مصورًا، يظهر الجعفري شارحًا لدي ميستورا وفريقه، عن مناطق توزع السيطرة في سوريا.
وكان وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ألمح إلى الأمر نفسه، خلال حديثه أمام مجلس الشعب، أمس، وقال إن بقاء اتفاق “تخفيف التوتر” على وضعه الحالي، “غير مقبول في المرحلة المقبلة”، مشيرًا إلى أن “الهدف هو تطهير جميع الأراضي السورية من الإرهابيين”.
وتزامنًا مع ذلك يراهن النظام على أن يكون عقد مؤتمر سوتشي، “حدثًا إعلاميًا يخدم بوتين في الانتخابات الرئاسية”، وفق المصادر، التي تحدثت عن إمكانية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة العام المقبل، وترفض تغيير موعد الانتخابات الرئاسية في 2021، ما لم يعدل الدستور وفق أولويات النظام.
رئيس الوفد الروسي إلى أستانة، تحدث اليوم خلال لقائه وفد قوى الثورة العسكري، عن أهمية الالتزام بمرجعية جنيف وتنفيذ القرار الأممي 2254، مشيرًا إلى أن “مؤتمر الحوار السوري- السوري سيكون ملتزمًا بذلك ويحظى بالدعم الإقليمي والأممي”.
ولفت إلى أن عدة دول رشحت قوائم أسماء لحضور المؤتمر، منها: والسعودية وتركيا والامارات وروسيا.
–