وحيداً تغني وحيداً تموت
لا تنتظر منهم شيئاً بل غنِّ أغنياتك وارفع صوتك عالياً لتبني بصوتك مستقبلاً ﻷطفالك. غنِّ وابكِ على شهدائك وقل: سكابا يا دموع العين سكابا على شهدا سوريا وشبابا. لا تنتظر أن يمنحوك حقوقك، بل استردها واصرخ أيها السوري واملأ الفضاء و»يا محلاها الحرية» نعم هي الحرية، ها هي تطرق بابك فتغنى بها وأنشد.
تذكر أيها السوري أرضك كلها وتذكر تاريخك، مئات الأعوام، لا بل هي آلاف الأعوام لن تؤثر فيها خمسين سنة من الاستبداد، فغن: «هيي وسوريا، والأسد جرثومة فيها». نعم لا تخف أخرج إلى الشارع وعلمنا كيف نصلي، كيف نستنشق الهواء، كيف نغني.
أخرج أيها السوري إلى الشارع، أَضرِب عن العمل أسقط الشرعية عن النظام، لا تساهم بقتل اخوتك، والأهم من كل شيء، أن تستمر بالغناء “والموت ولا المذلة».
كم عظيمٌ أنت أيها الثائر!! ويالجمالك، نعم سأعلم أطفالي كيف يرسمونك بأشكالٍ تشبه أشكالَ الملائكة، سأدعهم يتخيلون القاشوش وهو يصدح أمام الآلاف في ساحة العاصي «ويلا ارحل يا بشار». سيرسمون هادي الجندي محمولاً على الأكتاف يجوب في شوارع حمص يهتف ويغني ويردد الشباب من خلفه «عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد». سيفرح أطفالي حين يرددون أغنيات الساروت وسيذكرون ثورة هذا الشعب العظيم، سيدرسونها في كتبهم، تاريخ سوريا المعاصر صنعه شبان سوريا بأصواتهم، فما أجمل صوته (الساروت) حين يغني «ماتت قلوب الجيش، ماتت بها النخوة، ليش تقتلنا ليش، جيش وشعب أخوة».
سأعلم أطفالي قبل أن يذهبوا إلى المدرسة وقبل أن يعرفوا «ماما ماما يا أنغاما» سأعلمهم أغنيات محمد عبد الحميد محمود وسأجعلهم يغنون «ونقول يا خاين ونقول يا خاين حافظ باعلنا الجولان وأنت حكمك باين». غنّوا يا أطفالي غنّوا.
في بدء الثورة كانت الكلمة، كانت الأغنية، رسائل أُرسلت للناس عن طريق أغنيات الشارع فمن «صمتكم يقتلنا وغير الله ما إلنا» إلى «آزادي آزادي حرة حرة يا بلادي».
نمطٌ فني جديد عرف الضوء خلال هذه الثورة «القاشوشيات» فكم أغنية غناها الشهيد إبراهيم أصبحت من أولويات التظاهر في سوريا، فإن تغير الكلام فاللحن يبقى واحداً والطريقة القاشوشية لا تتغير، فحتى مؤيدي الأسد إن أرادوا التغني بزعيمهم استعانوا بأغاني القاشوش. بل أكثر من ذلك، في احتجاجات الكويت كانوا يرددون شعاراتهم على هذه الطريقة، وكذا في أكثر من مكان.
أيا أيها الثوار في سوريا إني لأخجل من تضحياتكم، وأنحني أمام عظمتكم، أبكي حين أسمع أغنياتكم. فاستمروا بالغناء، استمروا بثورة الحناجر هذه، فكما كسرتم جدار الخوف وأعدتم المعنى الحقيقي للأغنية الوطنية، أفرحونا باستمرار ثورتكم السلمية وبأغنياتكم الجديدة.
وهنا سأغني أغنية غناها البطل عبد الباسط ساروت ولن أقول بأنّني أكتب مقالاً بل سأغني وأغني وأغني:
قالوا بشار يقتل شعبو عشان كرسيه
حرام عليه حرام عليه
هجّر شعبو عن الوطن وسكن فيه
حرام عليه حرام عليه
ليه يدمر ليه يبيد شعبو ويكويه
حرام عليه حرام عليه
جرح الأخوة وجرح الوطن مين يشفيه؟ ربي يشفيه
حرام عليه حرام عليه
أعدم أطفال الأمة وطفلو بإيديه
حرام عليه حرام عليه
بقلم .. دلير يوسف
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :