استبعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نية بلاده إعادة فتح سفارتها المغلقة في دمشق، فهي ليست من ضمن جدول أعمالها الحالية.
وخلال مؤتمر صحفي في قصر الإليزيه جمع ماكرون مع العاهل الأردني، عبد الله الثاني، الثلاثاء 19 كانون الأول، أكد ماكرون أن بلاده لا تفكر حاليًا في فتح سفارتها في سوريا، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وباريس، بحسب ماكرون، لن تنسى جرائم الأسد واستخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين ويجب محاسبته عليها من قبل القانون الدولي.
ورغم تأكيد الرئيس الفرنسي على وجود مقاربة في موقف بلاده مع الأسد، باعتباره مايزال موجودًا وممسكًا بالسلطة، إلا أن ذلك “لا يعني نسيان كل ما حصل في السنوات الأخيرة أو أن نغض النظر عن مسؤوليات الأسد”، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الفرنسي قال في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية (فرانس 2)، الأحد 17 كانون الأول، إنه وبعد هزيمة “الإرهابيين” في سوريا يجب التحدث إلى الأسد ومن يمثلونه، وهذا لا يعني عدم محاسبته على جرائمه أمام القضاء الدولي.
وأضاف “بشار هو عدو الشعب السوري، أما عدوي فهو داعش، بشار الأسد سيكون هنا، سيكون هنا أيضًا لأنه محمي من جانب أولئك الذين ربحوا الحرب على الأرض، سواء إيران أو روسيا، من هنا لا يمكن القول إننا لا نريد التحدث إليه أو إلى ممثليه”.
وشدد ماكرون أكثر من مرة على ضرورة تفعيل الحل السياسي الذي يحفظ سلامة ووحدة الأراضي السورية والتعددية الدينية والسياسية، من غير أن يعني ذلك “الإبقاء على الوضع القائم”، في إشارة إلى بقاء الأسد في السلطة.
قبل ذلك، كانت الخارجية الفرنسية حملت دمشق مسؤولية إجهاض الجولة الثامنة من مفاوضات “جنيف”، لاتباعها “سياسة العرقلة”، وفقًا لما سبق أن ذكره المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، عقب انتهاء الجولة المذكورة.
ولم ترق تصريحات فرنسا الأخيرة للرئيس السوري، بشار الأسد، الذي رد في سياق حديثه لمجموعة صحفيين، أول أمس، أن “باريس رأس الحربة في دعم الإرهابيين في سوريا وبالتالي لا يحق عليها الحديث عن السلام، أو التدخل في الشأن السوري”.
وربطت الحكومة السورية أي تعاون بينها وبين الدول الغربية في المسائل الأمنية، بأن يكون “علنيًا”، ويسبقه إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات في سوريا.
واعتبر ماكرون في حديثه للصحافة أن بناء السلام الذي يمكن أن يقود إلى الاستقرار يتطلب اجتماع جميع الأطراف السورية حول طاولة المفاوضات.
فإذا كان وجود الأسد ومن يمثله ضروريًا، فإنه من الضروري أيضًا، بحسب ماكرون، وجود كل أطياف المعارضة حتى يتوفر مسار سياسي وانتخابي يمكّن جميع السوريين من التعبير عن مواقفهم.
وكانت حكومة الرئيس اليميني، نيكولا ساركوزي، أمرت بإغلاق السفارة الفرنسية، في آذار 2012، على خلفية الأزمة السورية.
–