سوريا العرب والكرد
عنب بلدي ــ العدد 133 ـ الأحد 7/9/2014
ارتفعت الأسبوع الماضي حدة الأصوات المنادية بالحفاظ على مسمى “الجمهورية العربية السورية” متمسكين بقوميتها العربية، أو المطالبة بالعودة إلى “الجمهورية السورية” على اعتبار أن الأكراد وأقليات أرمنية وآشورية وشركسية يشكلون قرابة 15 بالمئة من التوزع العرقي في البلاد.
وتناقلت وسائل إعلام محلية إقالة ياسر الزاكري ممثل الائتلاف السوري المعارض في غازي عنتاب التركية، على خلفية تصريحاته المبررة لإبقاء سمة العربية في “الكليشة”.
لا ضير في نقاش كهذا، بل هو مدلولٌ صحيٌ على الانفتاح نحو إشراك الشعب السوري في تقرير مصيره وهويته، بعد عقود من حكم القومجيين في حزب البعث، وتثبيت سمة العربية منذ عام 1961، بعد الانفصال عن “الجمهورية العربية المتحدة”، دون استفتاءٍ وفي تهميشٍ واضح لعروقٍ سوريةٍ أصيلة.
لكن الإشكال يكمن في طريقة تعاطي البعث مع القضية الكردية، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في المواطنة والتفاعل لبناء وتنمية مناطقهم، وليس مع التسمية فحسب؛ وكذلك اليوم، فإن المعضلة تكمن في تحقيق التعايش بين أطياف المجتمع السوري، وما يواجهه من تحديات تهدد وجوده، وتمسح التنوع العرقي بالأصل.
من الترف بمكان، أن نطالب بالتسميات والشعارات، والشعب السوري مازال يذبح بالسكاكين أو يقتل تحت أنقاض البراميل المتفجرة والصواريخ المحمولة على المظلات، في حين اضطر أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخليًا وخارجيًا؛ بل ما الفائدة من تثبيت التسمية لشعب همه الأول اليوم، هو إيقاف نزيف الدم.
نحن سوريون قبل كل شيء، وإذا أردنا لبلادنا أن تصل إلى بر الأمان، فعلينا البحث عن نقاط تجمعنا والابتعاد عن الخلافيات ما أمكن، ما لم تؤثر على مبادئ الثورة التي خرجنا لأجلها.
وفي الظروف التي تمر بها سوريا اليوم، لا يهمّ إن كنت عربيًا أو كرديًا أو أرمنيًا، علمانيًا أو متدينًا؛ المهم أن تكون إنسانًا يدافع عن حقوق الشعب في وجه الظلم، ويسعى لبناء سوريا المنهارة، ثقافيًا واقتصاديًا وعمرانيًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :