عنب بلدي ــ العدد 133 ـ الأحد 7/9/2014
واصلت قوات الأسد الأسبوع الماضي حملتها العسكرية العنيفة ضد حي جوبر الدمشقي المحاصر منذ سنتين، مستهدفة الحي بمئات الصواريخ الموجهة والقذائف، وسط مقاومة من فصائل المعارضة للقوات المقتحمة بريًا، في حين طالب الائتلاف السوري المعارض بالتحرك لإنقاذ المدنيين المحاصرين.
ومنذ 10 أيام تدك صواريخ الأسد الحي بصواريخ أرض-أرض وأخرى تستخدم للمرة الأولى محمولة على مظلات، إضافة إلى غارات الطيران الحربي، وبحسب المكتب الإعلامي في جوبر فقد وصل عدد الغارات الجوية إلى أكثر من 60 غارة، بينما زاد عدد قذائف الهاون عن 2000 قذيفة، إضافة إلى 200 صاروخ مظلي، حتى يوم الجمعة 5 أيلول.
ونقل المركز الإعلامي عن مصادر عسكرية أن الصواريخ المظلية المستخدمة ضد الحي، هي من نوع “سميرتش” روسية الصنع، وتطلق هذه الصواريخ من مسافة تصل إلى 90 كيلو مترًا من راجمة B30، يرجح خبراء عسكريون تواجدها في سفح جبل قاسيون. ولدى اقتراب الصاروخ من الهدف ينفصل المحرك عنه وتفتح مظلة ليتم تحديد الهدف راداريًا، ثم ينقض على هدفه محدثًا دمارًا واسعًا.
وبث ناشطون عشرات التسجيلات والصور لمشاهد قصف عنيف يتعرض لها الحي، مصورة من كاميرات مثبتة داخل أحياء دمشق، مشيرين إلى الرسالة التي يريد النظام إيصالها لأهالي دمشق بأن هذا “مصير المناطق التي تقف في وجهه”.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصادرها تقدم قوات الأسد في أحياء جوبر و “دك معاقل الإرهابيين” وتفجير أنفاقهم، في حين نقلت قناة سما الموالية للأسد تسجيلًا مصورًا للصواريخ التي تنفجر داخل الحي، وأطلقت على المعارك “عملية تصفية الحساب”.
لكن المعارضة نفت أي تقدم لقوات الأسد، ونشرت صفحة “أخبار جوبر لحظة بلحظة” يوم الجمعة صورًا لمقاتلي المعارضة قرب محطة حمامة، مؤكدة أنهم ما زالوا يسيطرون على مساحة واسعةٍ من الحي، وأن المنطقة تشهد كرًا وفرًا بين الجانبين.
وأكدت فصائل المعارضة أن الأسد لم يستطع التقدم خلال الاشتباكات التي دارت على الجبهتين الشمالية والشرقية، ونشرت تسجيلًا يظهر فيه عددًا من جثث جنود الأسد قتلوا خلال المعارك.
وتعتبر جوبر بوابة الغوطة الشرقية باتجاه دمشق، وقد استطاع مقاتلو المعارضة مرات عدة التقدم باتجاه ساحة العباسيين التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن نقاطهم، في حين تسعى قوات الأسد لإحكام الحصار على الغوطة الشرقية بعد السيطرة على بلدة المليحة المحاذية، ويبدو أن الأبنية العالية مازالت تعيق تقدمها على عكس الأراضي الزراعية في المليحة.
وتتمركز على ثغور الحي كتائب: الحبيب المصطفى، جند دمشق، الجبهة الإسلامية، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وفيلق الرحمن، بينما تستعين قوات الأسد بعناصر مدربة من لواء أبي الفضل العباس وحزب الله اللبناني بعد نجاحها في المواجهات المباشرة في بلدة المليحة.
بدوره طالب الائتلاف السوري المعارض يوم الأربعاء “المجتمع الدولي بالتحرك سريعًا لوقف عمليات النظام في حي جوبر بدمشق وإنقاذ المدنيين المحاصرين فيه”، وأضاف الائتلاف في تصريح صحفي لمكتب الأمين العام “إن النظام يقوم بعملية تدمير ممنهج للحي، باستخدام صواريخ ذات أثر تدميري كبير”.
إلى ذلك قصفت قوات الأسد بلدة عين ترما المجاورة لجوبر يوم السبت 6 تموز، ما خلف أكثر من 20 جريح و6 شهداء، بحسب المكتب الطبي في الغوطة الشرقية، بينما استهدفت المعارضة دوار الكباس بقذائف الهاون ما أسفر عن مقتل 3 من مقاتلي الأسد تزامنًا مع اشتباكات على محور الدوار.
ويعد حي جوبر الحي الوحيد الذي يتبع إداريًا لمحافظة دمشق ويخضع لسيطرة المعارضة منذ سنتين، وكانت قوات الأسد استهدفته بالهجوم الكيماوي في آب 2013، ما أسفر عن مقتل 400 شخص فيه.