عنب بلدي – الغوطة الشرقية
بدأت أربع نساء سوريات بفكرة تأسيس فريق نسائي، في الغوطة الشرقية، مكون من نساء أرامل يقدمن الخدمات والمساعدات الإغاثية لأهالي الغوطة المحاصرين.
“نساء شهداء الغوطة”، من هذا الاسم قررت النساء الأربع في بلدة سقبا المحاصرة دعم أهالي الغوطة وإمدادهم بالمواد الغذائية عبر حملات دورية، بدأت الأولى منها مطلع كانون الأول الجاري، لتزويد الأطفال الذين يعانون سوء تغذية بمادة الحليب.
عنب بلدي تحدثت إلى هند الغوراني، إحدى مؤسسات الفريق، وقالت إن الفكرة جاءت انطلاقًا من أن على المرأة السورية أن تثبت جدارتها في الحياة اليومية، خاصة وقت الأزمات التي تشهدها البلد مؤخرًا.
وتابعت “على المرأة أن تساند وتساعد أبناء وأطفال بلدها وأن تكون قوية رغم كل الظروف، وأن تكون عونًا ﻷطفالها الأيتام”.
وتشهد غوطة دمشق الشرقية حصارًا خانقًا من قبل قوات النظام السوري منذ أكثر من أربع سنوات، فُقدت معه المواد الغذائية والصحية الأساسية، بالإضافة إلى فقدان الرعاية الطبية اللازمة.
وزاد من سوء الأوضاع في الغوطة انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال، مسببًا وفاة عدد منهم، وسط ضغوطات حقوقية دولية على نظام الأسد لإجلاء الأشخاص الذين يعانون حالات مرضية تحتاج إلى علاج فوري، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.
واستجابة لأزمة سوء التغذية لدى الأطفال، بدأت النساء الأربع، اللاتي ينحدرن من بلدة المليحة، أولى حملات الفريق، بدعم من جهة لم تذكرها هند، بتقديم الحليب لـ 77 طفلًا في سقبا، تتراوح أعمارهم بين شهر وأربع سنوات، وتزن الوجبة الواحدة 700 غرام.
هند قالت إن التوزيع لا يشمل أطفال سقبا والنازحين من المليحة فقط، بل سيتم توزيع الحليب على كافة الأطفال الذين يحتاجون بشكل ملح للحليب في كافة بلدات الغوطة.
الهدف من تأسيس الفريق، بحسب هند، هو مساعدة ومساندة أبناء الغوطة، قدر الإمكان، على تجاوز ظروف الحصار، وذلك بإبراز دور المرأة في هذا المجال.
وأضافت “نسعى إلى تشجيع جميع النساء لكي يكن فعالات في المجتمع، خاصة أننا نعيش في بيئة ترفض أن يكون للمرأة دور”.
ومع غياب المعيل لزوجات ضحايا الحرب في سوريا، قالت هند إنها استهدفت في فريقها النساء الأرامل بسبب حاجتهن إلى العمل، وتابعت “الحياة صعبة جدًا في الغوطة، وخاصة مع اشتداد الحصار وغلاء اﻷسعار، فهي (الأرملة) بأشد الحاجة إلى عمل لتسد جوع أطفالها وتكون عونًا وأبًا لهم”.
ولا يوجد مكتب أو مقر رسمي لفريق “نساء شهداء الغوطة”، وبدأن عملهن من منزل هند الغوراني، الذي يقصده أهالي الغوطة لأخذ الحليب لأطفالهم.
وحاليًا تسعى النساء الأربع إلى البدء بحملة لدعم أهالي الغوطة بمادة الخبز، على أن تتبعها حملات مشابهة في المستقبل.