عنب بلدي – الغوطة الشرقية
تتكشف بنود اتفاق خروج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” من الغوطة الشرقية يومًا بعد يوم، إذ شهدت الأيام الماضية سلسلة تطورات كان أولها البدء بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج إلى الشمال السوري، وتبعتها تحركات من جانب النظام السوري تمثلت بقدوم حافلات إلى معبر مخيم الوافدين من جهة دوما.
وجاءت التطورات بعد سلسلة مفاوضات أجرتها الفصائل العسكرية في المنطقة أبرزها “جيش الإسلام”، “فيلق الرحمن”، “أحرار الشام” مع الجانب الروسي كل على حدة.
ومهدت عدة معطيات لاتفاق الخروج الحالي منها المعركة الأخيرة لـ ”أحرار الشام” على إدارة المركبات في مدينة حرستا، والتي شهدت زخمًا عسكريًا في الأيام الثلاثة الأولى، ثم الانحساب التدريجي وتراجع التطورات العسكرية.
تأجيل خروج “تحرير الشام”
رغم وصول الحافلات إلى معبر مخيم الوافدين، السبت 16 كانون الأول، إلا أن مصادر مطلعة من الغوطة قالت لعنب بلدي إن الخروج تأجل إلى وقت غير محدد بعد خلاف على خروج مدنيين إلى جانب المقاتلين الذين تم تسجيل أسمائهم في قوائم.
وتسيطر “تحرير الشام” على مفاصل محافظة إدلب، شمالي سوريا، وسبق أن استقبلت المحافظة مقاتلين من أرياف دمشق.
وشهد جسم “تحرير الشام” شرق دمشق، الأسبوع الماضي، حالات اعتقال على خلفية قرار الخروج، وقالت مصادر (طلبت عدم ذكر اسمها) إن خلافًا نشب بين عناصر “الهيئة” بعد انتشار أخبار تفيد بخروج المقاتلين بشكل كامل إلى إدلب.
بدوره، نفى القائد العسكري لـ “تحرير الشام” في الغوطة، “أبو محمد الشامي”، قرار الخروج إلى الشمال السوري في تسجيل صوتي حصلت عليه عنب بلدي.
وقال إن “الهيئة” تعد أعمالًا عسكرية لفك الحصار وفتح الطريق، متسائلًا “كيف لها أن تخرج من الغوطة؟”.
ماذا تعرف عن “تحرير الشام” في الغوطة؟
دخلت “تحرير الشام” الغوطة الشرقية أواخر عام 2012، وأسسها القياديان “أبو حذيفة جبهة”، و”أبو جعفر العراقي”، وتولى زعامتها فيما بعد “أبو الوليد الأردني” ومن ثم القيادي “أبوعاصم”.
وعُرفت “تحرير الشام” في الغوطة بعدة عمليات عسكرية “نوعية”، وخاصة معارك عدرا العمالية، وكسر الحصار عن المليحة، وآخرها معركة “ياعباد الله اثبتوا” في حي جوبر.
نفذ عناصرها عدة عمليات “انتحارية” في مناطق سيطرة النظام السوري، أبرزها تفجيرات هيئة الأركان العامة، والمخابرات الجوية، وحاجز طعمة في زملكا.
يصل تعداد مقاتليها إلى 800 مقاتل في الغوطة وأحياء القابون وتشرين وبرزة، ونشبت خلافات عدة بينها وبين فصائل الغوطة، ووصلت إلى “الاقتتال” ورسم حدود عسكرية بين أماكن سيطرة أطراف الصراع الداخلي.
الفصائل: لا تعليق
عنب بلدي تواصلت مع الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” في القطاع الأوسط، وائل علوان، ورفض الحديث عن تفاصيل الاتفاق، قائلًا “ليس لدي تصريحات للإعلام حول الموضوع”.
وأضاف “مازلنا ملتزمين بتنفيذ الاتفاق الموقع في جنيف في أيلول 2017 بكامل بنوده”.
ووفق مصادر عنب بلدي يفاوض “فيلق الرحمن” على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و”تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة.
ونفى علوان أي مفاوضات بعد الثنائية في جنيف، في 16 آب الماضي، وقال إن الطرف الروسي لم يلتزم بما اتفق عليه.
وأضاف أن “الإعلانات الرسمية وغير الرسمية التي سيوزعها الجانب الروسي، ما هي إلا سلسلة جديدة من الوعود والتعهدات الفارغة، وتأتي في هذا الوقت لتلميع مؤتمر سوتشي الذي أعلنت فصائل ومؤسسات الثورة مقاطعته وعدم التفاعل معه ومع نتائجه”.
أما “جيش الإسلام” فأوضحت المصادر أن اتفاقًا أبرم بين “تحرير الشام” وفصيل “جيش الإسلام” يقضي بإطلاق سراح معتقلي الأولى من سجون “الجيش”، وإخراجهم مع بقية مقاتلي ”الهيئة” من الغوطة الشرقية.
وتواصلت عنب بلدي مع الناطق العسكري باسم “جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، وأكد الاتفاق على إخراج معتقلي “الهيئة”.
وتغيب الرواية الرسمية للاتفاقية، وسط تسريبات حصلت عليها عنب بلدي من أحد مقاتلي “تحرير الشام” تفيد بأن من بين البنود فتح معبر إنساني للغوطة الشرقية مع دمشق، وإيقاف الحملات العسكرية على المنطقة.