أربعة أشهر من العمل
“مركز الغوطة الإعلامي” تجربة تطوعية تنقل الواقع
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
يحمل الناشط مالك الحرك (23 عامًا) كاميرته إلى مكان الحدث في منطقته يوميًا، باعتباره عضوًا في “مركز الغوطة الإعلامي”، الذي نشط خلال الأشهر القليلة الماضية، بنقل الصورة من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وغدا جهة “موثوقة” لدى الكثير من الأهالي.
يقول مالك لعنب إنه يتوجه إلى مكان التغطية “لنقل الحدث، أو ربما المشاركة في إسعاف البعض قبل وصول عناصر الدفاع المدني”، واصفًا نفسه بـ “المواطن الصحفي”، الذي وجد نفسه ثائرًا ضد النظام في هذا المجال، بعد أن عمل قبل الثورة في الطباعة.
خضع الناشط والعديد من زملائه إلى دورات صحفية مع وكالات محلية وعالمية، على حد وصفه، ويؤكد أنه “استفاد بتصحيح الأخطاء التي كانت رائجة في بداية عمله”، مشيرًا إلى أن “الشريحة الأكبر من الناشطين لم يدرسوا الصحافة بل حققوا مكتسبات وخبرات خلال السنوات الماضية”.
نحو منبر إعلامي حر
انطلق المركز قبل أربعة أشهر على يد 13 ناشطًا متطوعًا، وواجه كثيرًا من الانتقادات إلى أن غدت أعداد كوادره بين مراسلين وإداريين اليوم 50 شخصًا، ويرى أعضاؤه أن “المراكز الطوعية ذات ثقة أكبر من الجهات المدعومة”. |
حُصر الإعلام في الغوطة بالمراسلين على الأرض، الذين يشكلون مصدر الخبر هناك، واختلفت الجهات العاملة في المجال، والتي فشل بعضها بينما استمرت أخرى حتى اليوم، في ظل تعقيدات الوضع على أصعدة مختلفة، على رأسها العسكري والمدني والإنساني.
ويقول مدير المركز، عبد المنعم عيسى، إنه يركز بالدرجة الأولى على توثيق ورصد انتهاكات النظام ومجازره بحق المدنيين، إضافة إلى نقل صورة الحياة اليومية لأهالي الغوطة، وأخبار ونشاطات الفعاليات الثورية.
ويعتمد المركز على نشاط المتطوعين فيه، ويعملون بأدواتهم ومعداتهم دون أصول أو قيود مالية مخصصة، وفق مديره، الذي يؤكد أن العمل مستمر “بحيادية ومهنية وبما يخدم الثورة، سعيًا للوصول إلى منبر حر ومصدر موثوق تعتمد عليه كافة وسائل الإعلام”.
ويرى معاذ خربطلي، أحد أعضائه، في حديثه لعنب بلدي، أنه مستقل ويسعى لإيصال صوت الغوطة، بعيدًا عن أن يكون جهة ربحية، ويقول مالك إن إعادة إحياء عمل يشبه ما كانت تنقله التنسيقيات في بداية الثورة، “ضروري ليكون المركز مصدرًا للخبر”.
“إعلام شعبي”
يضم المركز كادرًا من أفضل ناشطي ريف دمشق، ويتميز بسرعة نقل الخبر ومصداقيته في التفاصيل، وفق مراسل قناة “أورينت” في الغوطة، هادي المنجد.
ويقول هادي لعنب بلدي إن القائمين على الإعلام السوري الجديد، يدركون أنه تفوق على إعلام النظام، من ناحية تحقيق الأهداف متمثلة في الإخبار والتسلية والترفيه، واكتساب المصداقية والموثوقية من الجمهور ووسائل الإعلام العالمية.
ووفق رؤية الإعلامي، فإن سبب نجاح تجربة الإعلام الجديد، ومن ضمنه “مركز الغوطة الإعلامي”، يعود إلى أنه “إعلام شعبي، وهذا أكبر ضامن لاستمراره، إذ لا أجندة سياسية للعاملين فيه، رغم أنهم بالمجمل ضد النظام، ويعملون دون أي قيد أو شرط”.
يستذكر مالك “أفظع” حدث مر به خلال عمله كناشط، مشيرًا إلى أنه وصل عام 2013، مع بداية تحليق الطيران الحربي في سماء الغوطة، إلى مكان سقوط صاروخ أدى إلى انهيار بناء يختبئ فيه 40 شخصًا، “كان الردم قبرهم جميعًا، وعدت أدراجي حينها وسط الغبار حاملًا كاميرتي غير مصدق لما رأيت”.
الكثير من التعقيدات واجهت واقع الإعلام في الغوطة سابقًا، أبرزها “التجييش” الذي غدا جزءًا من عمل عددٍ لا بأس به من الإعلاميين وغير الإعلاميين، تبعًا لتوجههم ودعمهم لفصيل عسكري أو جهة معينة، ما وضع تحديات كبيرة أمام العمل باستقلالية يسعى “مركز الغوطة الإعلامي” إلى أن ترافقه خلال عمله دائمًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :