صيد الأسماك بالكهرباء شمالي حمص ينتشر دون رقابة
ريف حمص – مهند بكور
عزف الصياد حمزة الكردي من ريف حمص الشمالي، عن ممارسة مهنته بعد حادثة وفاة شهدها خلال ظاهرة الصيد بالكهرباء، التي انتشرت دون رقابة من الجهات المدنية المعنية بإدارة شؤون المنطقة.
ابتكرت مجموعة من الصيادين في ريف حمص الشمالي طريقة جديدة لصيد الأسماك من تجمعات المياه والأنهار في منطقة الحولة، التي قطعت عنها المياه منذ منتصف عام 2012، بعد قطع النظام السوري جريانها من سد تلدو، وسط تحذيرات من خطورة الطريقة التي سببت حالات وفاة.
وقال حمزة لعنب بلدي إنه شهد حادثة وفاة شاب، إثر اقترابه من شريكه في الصيد، حين كان حاملًا للقطب الموجب الموصول بمولدة كهربائية، والذي يستخدم في صعق الأسماك لجعلها تطفو على سطح الماء واصطيادها من سواقي المياه وأفرع الأنهار في الحولة.
طريقة الصيد
الطريقة التي ابتكرها بعض أهالي الحولة، شرحها الصياد هيثم المحمد لعنب بلدي، مشيرًا إلى أنها تعتمد على وصل شبكة من الحديد بأحد قطبي المولدة، بعد تثبيتها على مجدافين خشبيين، وينزل الصياد بها في السواقي القريبة من سد الحولة أو الرستن.
وتتألف المجموعة الواحدة من أربعة أشخاص، يتولى اثنان مهمة النزول في المياة، ويشرف آخر على المولد، بينما يجمع الرابع الأسماك ويسهل حركة كبل الكهرباء الواصل من المولد إلى المجدافين.
لدى نزول الصيادين إلى المياه، يأخذ كل منهما مجدافًا ويبتعد عن الآخر قرابة متر ونصف، وفق هيثم، الذي عزا السبب “لأن الكهرباء تنتشر في المياه لمسافة متر نحو الأمام ومتر للخلف ومتر للأسفل”، مردفًا “في حال اقترب أحد الصيادين من الآخر يقوم أحدهما بإخراج مجدافه من الماء لتفادي الصعق بالكهرباء”.
تحذيرات من خطورة الطريقة
عن الطريقة وانتشارها دون رقابة، حذّر عضو مجلس بلدة الطيبة الغربية في الحولة، عبد اللطيف الخطيب، من خطورة استخدامها، مشيرًا إلى أنها تسبب الموت أحيانًا “بفعل تجاذب أقطاب المولد”.
وعزا الخطيب سبب توجه بعض الأهالي لصيد الأسماك بالصعق، “لحاجتهم إلى اللحوم البيضاء، وافتقار المنطقة لمزارع الأسماك، بعد مغادرة تجارها من ريف حمص، عقب اقتحام الحولة في آب 2011”.
وأكد انتشار الصيد العشوائي في المنطقة، “في ظل غياب الجهات الرقابية على الموضوع”، داعيًا الأهالي إلى تجنب استخدام تلك الطرق الخطرة.
طريقة غير مكلفة
الصياد حسام الحسين من الحولة، قال لعنب بلدي إن التوجه لتلك الطريقة، جاء من باب أنها غير مكلفة للصيادين، موضحًا “تكلف كل عملية صيد نحو 1500 ليرة سورية”.
وبينما يصطاد البعض للبيع والتجارة، يعتمد آخرون على الطريقة لتأمين حاجتهم الشخصية، وفق حسام، الذي قدّر سعر كيلو السمك في المنطقة بـ 1500 ليرة، “بينما يستطيع الشخص اصطياد كمية أكبر تصل إلى الضعف بنفس المبلغ”.
وتصل الأسماك إلى سواقي وأفرع الأنهار في المنطقة، من بحيرة الرستن تارة ومن سد تلدو تارة أخرى، بحسب صيادي المنطقة، وتختلف الأنواع التي يصطادها الأهالي بين “الناصري” و”السلور” و”أبو شوارب”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :