عنب بلدي – خاص
“الناس في الغوطة يبكون مثلنا وجوعانين كمان”، تتحدث الطفلة نور (10 سنوات) والدموع تسبق كلماتها، واصفة دورها في عرض مسرحي عن حصار الغوطة الشرقية، الذي شاركت فيه وزملاءها في ريف إدلب، الخميس 14 كانون الأول.
ضمن فعاليات تخريج متدربين على الإسعافات الأولية، كأول دورة ينظمها مركز “الأمل” الإبداعي، حديث التشكيل في قرية إحسم، جنوبي إدلب، شارك مجموعة من التلاميذ في المعهد الذي يرعاه المركز، في تمثيل عروض مسرحية، تناولت قضايا القدس المحتلة وجو الحصار في الغوطة، وواقع التعليم الذي يواجه أطفال سوريا.
دور المرأة المسنة في الغوطة، الذي جسدته نور، كان “صعبًا”، كما تقول لعنب بلدي، مرددة عبارات “القدس ستبقى عربية، وسيفك الحصار عن أهالي الغوطة قريبًا”.
“أبو عنتر”، لقب الطفل صلاح، أحد تلاميذ مركز “الأمل”، الذي جسد دوره في فقرة “الحرب والسلام”، ويقول لعنب بلدي إنه شارك في العرض لإيصال رسالة للعالم، معتبرًا أنه “لا أحد يشعر بنا أو بما نعيشه”.
مدير مكتب الدعم النفسي في المركز، عبد الهادي الصالح، أشرف على انتقاء العروض والأطفال المناسبين للأدوار، ويقول إنه تفاجأ بمستواهم الذي “فاق التدريبات التي سبقته وظهر فيه الإبداع”.
ولم يستثن الصالح دور أي طفل، “فلكل منهم دور أداه نعجز عن وصفه”، معتبرًا في حديثه لعنب بلدي أنه “رغم الحزن نسعى لصنع الأمل من الألم، في محاولة للتأكيد على أنه مازال هناك خير في بلدنا، رغم إهمال الطفل اليتيم واستمرار حصار الغوطة”.
ساهم عبد المجيد البيش، المدير الإداري للمركز، في كتابة حوارات وسيناريوهات العروض، إلى جانب المدرسين وفريق الدعم النفسي، كما يقول، مشيرًا إلى أنها جاءت متزامنة مع تخريج الدفعة الأولى من دورة الإسعافات الأولية، وحملت اسم “المسعف في بيتك”.
ويوضح محمد حلاق، مدرب مادة التمريض في المركز، لعنب بلدي، أن الدورة استهدفت 40 متدربًا ومتدربة واستمرت على مدار شهرين، قبل تخريج معظم الطلاب، الذين تلقوا دروسًا وفق برنامج تدريبي معتمد.
أنشئ مركز “الأمل” من قبل كادر تطوعي، يعمل منذ أربعة أشهر في إدلب، ونظم دورة الإسعاف ودورات تقوية لطلاب الصف التاسع الأساسي والثانوية العامة، إضافة إلى احتوائه على مركز لرياض أطفال، وشعبة ذوي الاحتياجات الخاصة ومعوقي الحروب، وفق إدارته.