وصلت عدة حافلات إلى معبر مخيم الوافدين شرقي دمشق، من أجل نقل عناصر “هيئة تحرير الشام” من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، ضمن اتفاق لم تتضح بنوده حتى اليوم.
وقالت مصادر إعلامية من الغوطة لعنب بلدي اليوم، السبت 16 كانون الأول، إن الحافلات لا تزال تنتظر في منطقة مخيم الوافدين، دون اجتيازها مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
الخروج مؤجل
وأضافت المصادر أنه ورغم وصول الحافلات، إلا أن خروج “تحرير الشام” من المنطقة تأجل إلى وقت غير محدد بعد خلاف على خروج مدنيين إلى جانب المقاتلين الذين تم تسجيل أسمائهم في الأيام الماضية.
وكانت مصادر متقاطعة قالت لعنب بلدي، في 7 كانون الأول الجاري، إن خروج “الهيئة” بات قريبًا إلى شمالي سوريا، وإن عددًا كبيرًا من عناصر الهيئة عمدوا إلى بيع ممتلكاتها بانتظار خروجهم.
وتسيطر “تحرير الشام” على مفاصل محافظة إدلب، شمالي سوريا، وسبق أن استقبلت المحافظة مقاتلين من أرياف دمشق.
وشهد جسم “تحرير الشام” شرقي دمشق، الأسبوع الماضي، حالات اعتقال على خلفية قرار الخروج، وقالت مصادر (طلبت عدم ذكر اسمها) إن خلافًا نشب بين عناصر “الهيئة” بعد انتشار أخبار تفيد بخروج المقاتلين بشكل كامل إلى إدلب.
بدوره، نفى القائد العسكري لـ”تحرير الشام” في الغوطة، “أبو محمد الشامي”، قرار الخروج إلى الشمال السوري في تسجيل صوتي حصلت عليه عنب بلدي.
وقال إن “الهيئة” تعد أعمالًا عسكرية لفك الحصار وفتح الطريق، متسائلًا “كيف لها أن تخرج من الغوطة؟”.
وتواصلت عنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” العامل في القطاع الأوسط، وائل علوانـ ورفض الحديث عن تفاصيل الاتفاق، قائلًا “ليس لدي تصريحات للإعلام حول الموضوع”.
وأضاف “مازلنا ملتزمين بتنفيذ الاتفاق الموقع في جنيف في أيلول 2017 بكامل بنوده”.
“جيش الإسلام” على الخط
بالتزامن مع تنفيذ بنود اتفاق الخروج في مناطق القطاع الأوسط، أوضحت المصادر أن اتفاقًا أبرم بين “تحرير الشام” وفصيل “جيش الإسلام” يقضي بإطلاق سراح معتقلي الأولى من سجون “الجيش”، وإخراجهم مع بقية مقاتلي “الهيئة” من الغوطة الشرقية.
وتواصلت عنب بلدي مع الناطق العسكري باسم “جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، إلا أنها لم تتلق ردًا حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتغيب الرواية الرسمية لاتفاق خروج “الهيئة” من الغوطة، وسط تسريبات حصلت عليها عنب بلدي من أحد مقاتلي “تحرير الشام” تفيد بأنه من ضمن البنود فتح معبر إنساني للغوطة الشرقية مع دمشق، وإيقاف الحملات العسكرية على المنطقة بشكل كامل.
وكانت عنب بلدي نشرت في تقرير سابق عن اتفاقيات غير معلنة بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية والروس، حول فتح معابر للغوطة وخروج الحالات الإنسانية، تضمنت الاتفاق على إنهاء ملف “تحرير الشام” في المنطقة.
وانضمت الغوطة في وقت سابق إلى اتفاقية “تخفيف التوتر” المتفق عليها في محادثات أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وإيران وروسيا)، إلا أن النظام السوري لم يوقف عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية وحي جوبر بدمشق.