مبادرات سورية للاندماج في المجتمع التركي
عنب بلدي ــ العدد 133 ـ الأحد 7/9/2014
على عكس العادة التي تجري في بلدان اللجوء والتي تتحمل مسؤوليتها البلدان المضيفة، بدأت منظمات وهيئات سورية ببذل جهود لدمج القادمين السوريين إلى تركيا بالمجتمع التركي، فبعد 3 سنوات من غياب شبه كامل لنشاطات الربط الثقافي بين المجتمعين، وظهور العديد من الحوادث التي بثت الذعر في أوساط السوريين، كان لابد من مبادرات تحاول تقريب وجهات النظر بين الشعبين.
“لتعارفوا”، مبادرة “ثقافية تنموية” تجمع بين الطلاب الأتراك والسوريين لتبادل الخبرات اللغوية والثقافية، أطلقها فريق “أسس” بالتعاون مع جامعة مرمرة، كما يقول مطلقو المشروع لعنب بلدي.
بدأت الفكرة بعد أن قام فريق “أسس”، هو فريق من المتطوعين يهدف إلى تنمية مهارات الشباب، بعرض الفكرة على عميد كلية اللغة العربية في جامعة مرمرة، والذي قابلها بإيجابية، وأعرب عن جهوزيته للتعاون، عارضًا تنظيم لقاء بين طلاب قسمه، البالغ عددهم 400 طالب تركي، وبين عدد مماثل من الطلاب السوريين، متكفلًا بتغطية نفقات اللقاء من ميزانية بعثة الطلاب الأتراك لتعلم اللغة العربية، معتبرًا “أن قدوم السوريين إلينا والتفاعل مع طلابنا هو أمر عظيم ولا يقدر بثمن”.
وافتتح الطرفان اللقاء الأول في الأول من أيلول المنصرم في كلية الشريعة في جامعة مرمرة، الواقعة في القسم الأسيوي من إسطنبول، توجه فيه عميد الكلية بشكر الطالبات السوريات على المشاركة. من جهتها، حثت “أسس” المشاركين على اختيار مواضيع النقاش، موصية بتجنب الخوض في النقاشات الدينية والسياسية، وقد جرت النقاشات بشكل حر من خلال مجموعات صغيرة تجمع طالبات سوريات تقابلهن أخريات تركيات.
وفي حديث مع خلدون، أحد أصحاب المبادرة، أكد أن الهدف من النشاط هو جمع الأتراك والسوريين على طاولة واحدة، وأن اختيار الجامعات كمنطلق لهذا المشروع كان بسبب تأثير الطلبة على عموم المجتمع، حيث يرجع سبب التوتر الحاصل بين الطرفين، بحسب خلدون، إلى صعوبة التواصل فيما بينهم، والضغط الذي يعيشه السوريون جراء الأوضاع في بلادهم من جهة، وبسبب صعوبة تأمين عمل وعيش كريم، في ظل عدم وضوح القوانين التركية في بعض الأحيان من جهة أخرى، محملًا القسم الأكبر من المسؤولية عن ذلك للجهات السورية العاملة في تركيا.
وتجاوز عدد المتقدمين للمشاركة في النشاط بعد إعلان فريق “أسس” عنه عبر صفحتهم على الفيس بوك 800 متقدم، تم تقسيمهم إلى عدة مجموعات، وتم البدء مع مجموعة صغيرة ريثما يتم استكمال بقية المجموعات عند بدء العام الدراسي في الجامعات التركية.
يذكر أن فريق “أسس” بدأ نشاطه قبل خمسة أشهر في سعي لإعادة “بناء أسس جديدة للعالم” مطلقًا عدة مشاريع، منها مشروع “حلم”، وهو نشاط موجه للأطفال بين سن الـ 9 و 14 عامًا، ويركز على إعادة بناء الطفل وتخليصه من سياسة الإتباع العمياء، وذلك عبر نشاطات مختلفة، بالإضافة لحصص اللغات والكمبيوتر، كما يقدم الفريق خدمات عديدة للطلبة السوريين الذين يحاولون التسجيل في الجامعات التركية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :