المعارضة تضع شروطًا للمشاركة في “سوتشي”
وضع وفد المعارضة السورية إلى جنيف شروطًا للمشاركة في مؤتمر سوتشي، الذي سعت روسيا إلى إقحامه في الملف السياسي.
جنيف انتهى.. ماذا عن سوتشي؟
وقال مستشار “الهيئة العليا” للمفاوضات، الدكتور يحيى العريضي، في حديث إلى عنب بلدي، إن المفاوضات في جنيف انتهت، مؤكدًا مغادرة الوفد اليوم، الجمعة 15 كانون الأول.
ورفض رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، عقب انتهاء المفاوضات المستمرة منذ 28 تشرين الثاني الماضي، الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة “بوجود شروط مسبقة”، في إشارة إلى بيان مؤتمر “الرياض 2”.
وكان البيان أكد على أنه لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، وأن الانتقال السياسي هو الأساس في سير المفاوضات.
إلا أن الأيام الماضية التي شهدت جولات متكررة، لم تفض إلى تطور في الملف السياسي السوري، عقب تصريحات أنذرت بتوجيه للأنظار نحو “سوتشي”، الذي أجلته روسيا إلى شباط المقبل دون تحديد وقت بدئه.
العريضي ربط في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم، حضور مؤتمر سوتشي، بتوضيح وتحديد تاريخه وهدفه والأطراف التي ستشارك فيه.
وجاء الحديث في الأيام الماضية عن إمكانية ترؤّس فاروق الشرع للمؤتمر، وتحدثت وكالات عن أن موسكو تدرس الأمر بناء على اقتراح قدمه معارضون سوريون.
وأضاف العريضي للصحيفة أن المعارضة “تؤيد لا شك أي فعل خارج جنيف يحقق الأهداف الأساسية للمعارضة وأبرزها تطبيق القرارات الدولية”.
كما لفت إلى أنه “بناء على ما سبق فإذا كان سوتشي سيساهم بإطلاق عملية الانتقال السياسي وعودة اللاجئين وإطلاق المعتقلين، فلم لا نشارك فيه”.
هل انقلبت المعارضة على موقفها؟
وكان موقف المعارضة سابقًا واضحًا برفض المؤتمر، وقال رئيس أركان “الجيش الحر”، ووفد الثورة العسكري إلى أستانة، أحمد بري، في حديث سابق إلى عنب بلدي إن المفاوضات تكون ضمن مكان معترف به دوليًا فقط.
واعتبر أن “الأطراف التي ستكون في المؤتمر من المعارضة الداخلية”، مشيرًا إلى أن “الشعوب السورية واحدة رغم أنها تضم أقليات، ولا نرضى لأحد أن يعبث بنا كما لن نجلس في اجتماع يحمل شعار المؤتمر”.
وكان العريضي اعتبر أن عقد المؤتمر، قبل بدء مفاوضات جنيف، تشتيت للجهود السياسية الرامية إلى إيجاد حل في سوريا.
ومنذ الثلاثاء الماضي تتحدث وكالات عن إبلاغ المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، وفد المعارضة بأنه لم يعد يمتلك أي دعم دولي، ومن الممكن أن يستبدل “جنيف” بـ”سوتشي”.
وجاء حديث دي ميستورا بعد اجتماع مع وفد المعارضة، خلال الجولة الثامنة من جنيف، تزامنًا مع رفض النظام السوري الدخول بمفاوضات مباشرة، وتأييده لعقد مؤتمر سوتشي والتزام جميع الأطراف فيه.
وتسعى روسيا من خلال المؤتمر إلى تعديل الدستور الحالي والتمهيد لانتخابات جديدة، وفق مصالحها ورؤيتها، وإعلان قيادة أو مجلس للمؤتمر، وفق محللين.
وثيقة سوتشي
ووفق ما نشر إلى الإعلام حول مضمون وثيقة “سوتشي” خلال الأيام الماضية، فقد نصت على أن المؤتمر يهدف إلى “تأكيد الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها وهويتها اللاطائفية، والتعبير عن مساندة عملية المصالحة، والتطلع إلى تسهيل الإصلاحات السياسية”.
إضافة إلى “تسهيل إطلاق العملية السياسية بقيادة سورية، بصورة تتفق مع الطموحات المشروعة للشعب السوري”.
إلى جانب “تأكيد الشروع في صياغة الدستور لإجراء انتخابات ديمقراطية بمشاركة جميع السوريين، وفق الدستور الجديد وتحت إشراف الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
وتضمن برنامج المؤتمر خمسة بنود، وفق الوثيقة، أبرزها: الوضع في سوريا من خلال المحافظة على وحدتها ودعم سيادتها، إجراء الإصلاحات الاقتصادية، وإعادة إعمار البنى التحتية المدمرة.
ويناقش المؤتمر أيضًا “خلق المناخ الملائم لعودة اللاجئين والمشردين، ومحاربة الإرهاب وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2253، والحاجة إلى صياغة قانون جديد وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة على أساسها وبمشاركة جميع السوريين”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :