قلق الأم ودلالها المفرط أبرز أسباب .. فوبيا المدرسة عند الأطفال

  • 2014/09/07
  • 9:06 م

عنب بلدي ــ العدد 133 ـ الأحد 7/9/2014

أسماء رشدي

الفوبيا المدرسية عبارة عن نوع من المخاوف التي يعيشها الطفل أثناء التحاقه بالمدرسة، حيث يرفض الذهاب إلى الدوام ويقاوم. وربما نراه يبدأ بالبكاء والرغبة في البقاء داخل البيت عند موعد ذهابه للمدرسة، وقد تزداد نوبة غضبه هذه لدى دخوله إليها أو الصف الدراسي، وأيضًا عند محاولة الأهل تركه بعد إيصاله.

وقد يعاني من نوبة من الهلع مصحوبة بفرط التعرق وتسارع دقات القلب، ودوار وغثيان وتقيؤ، وإسهال أو كثرة التبول أو قد يرتعش خوفًا؛ ورغم أن هذه الأعراض تبدو جسدية لكنها في الحقيقة ليست إلا نفسية، يلجأ إليها الطفل ليحول دون ذهابه إلى المدرسة، وفي معظم الأحيان تنجح محاولاته.

تظهر هذه المشكلة عادة عند التحاق الأطفال بالمدرسة لأول مرة، عادة ما بين سن 4 الى 7 سنوات من العمر، وقد تظهر هذه المشكلة أيضًا عند الأطفال الأكبر سنًا أو المراهقين لدى عودتهم إلى الدوام، بعد انقطاع بسبب العطلة الصيفية أو لمرض أو أي سبب آخر.

ويشترك الطفل الذي يعاني من فوبيا المدرسة مع الطفل العادي الذي يخاف خوفًا عاديًا مظهرًا عدم الرغبة في الذهاب إليها، لكنهما يختلفان في أن خوف الأول زائدٌ ليس له ما يبرره، قد يطال كل شيء يتعلق بالمدرسة، أما خوف الثاني فهو ردّ فعل لخطرٍ حقيقي يخيفه، فإذا أزيل هذا الخطر عاد إلى المدرسة مباشرة بدون مشاكل.

أما عن أسباب هذه المشكلة، فقد تعود إلى شخصية الطفل، حيث يعاني بعض الأطفال المصابين بالفوبيا من صعوبات في تحقيق استقلاليتهم والتحكم في ذواتهم، ويشعرون بالقلق والتهديد عندما يتواجدون لوحدهم بعيدين عن الأهل.

وربما يعود السبب إلى الحماية الزائدة من قبل الأم والتدليل المفرط الذي ينمي روح الاتكالية والاعتماد الكامل عليها بكل ما يتعلق به؛ أو بسبب كثرة الخلافات والمشاجرات الأسرية حيث يشعر الطفل بالقلق والانزعاج من أي شيء قد يحدث في البيت أثناء وجوده في المدرسة.

كما يمكن أن تعود المشكلة إلى الخبرات المؤلمة التي قد يواجهها الطفل في المدرسة مثل العقاب، التخويف، التحقير، أو تكرار قصص مؤلمة في البيت كان يسمعها من إخوته فتزيد من خوفه.

في حين ينعكس القلق الزائد لبعض الأمهات على أطفالهم، إلى اكتساب الطفل لهذه السمة، ليشعر بالقلق كلما ابتعد عن أمه، إضافة إلى الخوف من أي مكان لا تكون متواجدة به.

 

بعض الممارسات التي قد تساعد الأهل في هذه الحالة:

• العمل على فهم ما يمر به الطفل والسبب الذي يجعله يفضل البقاء في البيت، ومن ثم البدء بمعالجة السبب الذي يعيقه، وذلك عن طريق التقرب منه والتودد له وتشجيعه بكلمات إيجابية على التحدث إلى الوالدين.

• من الممكن مرافقة الطفل إلى المدرسة، وحتى البقاء معه لمدة معينة وتدريجيًا تقليل ساعات البقاء معه، حتى يتعود الطفل على المعلمة والتلاميذ بشكل خاص والمدرَسة بشكل عام، إذ يؤدي وجود الأهل في غرفة الدراسة إلى شعور الطفل بالأمان والدعم.

• مكافأة الطفل على كل سلوك يقوم به، حيث يكافأ على ذهابه إلى المدرسة لفترات قصيرة، ثم نتدرج معه شيئا فشيئًا حتى يستطيع البقاء يومًا كاملًا.

• مساعدة الطفل في إدراك مشاعره تجاه أمه، مع مساعدة الأم أيضًا لفهم مشاعرها نحوه وحل صراعاتها وقلقها على طفلها.

• إصرار الأهل على ذهاب الطفل إلى المدرسة مع بعض الحَزم، خاصة خلال الأيام الدراسية الأولى، ولكن عدم تهديد الطفل بالضرب إذا لم يذهب إلى المدرسة، لأن هذا يزيد من آلامه وخوفه.

• إذا كان الطفل مريضًا، ضعه في سريره وقل له أنه مريض ويجب أن يبقى في السرير، وإن قال أنه تحسن، اعرض عليه الذهاب للمدرسة؛ يجب أن يشعر بأن البقاء في البيت ليس في صالحه وأن محيط المدرسة أفضل له، فعلى الأقل كان يلعب ويتحرك.

• عدم الاستجابة له في بعض الأحيان، خصوصًا عندما تتكرر عنده حالة التظاهر بالمرض، والتعامل معه ببرود حتى يتعلم كيف يترك هذه العادة.

مقالات متعلقة

أخبار منوعة

المزيد من أخبار منوعة