قرآن من أجل الثّورة 133
أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- حقوق وواجبات
{وآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (سورة الإسراء، 26). في القرآن الكريم حقوق اﻵخرين مقدَّمَة على حقوق اﻹنسان لنفسه، ولها مكانة هامَّة في تمتين علاقات الناس ببعضهم .لذلك لا نجد في كتاب الله مفهوم “الحقوق والواجبات”، بل يوجد مفهوم أكثر عمقًا، وهو “حقٌّ لك وحقٌّ عليك”. وبذلك يتعدى مفهوم الواجب تجاه اﻵخر، إلى مفهوم الحقَّ الذي لا يجوز التأخُّر والتهاون في أدائه .وفي سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، كان يعلمنا أن نُؤْثر اﻵخر على أنفسنا، ونتغاضى عن بعض حقوقنا، لنحقِّق أواصرَ الأخوَّة فيما بيننا. حيث قال رسول الله: “ألا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: التَّغَابُنُ لِلضَّعِيفِ”.
- الحـــــجّ
{مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيْقٍ} (سورة الحج، 27). الإسلام جعل الحج ركنًا من أركانه، وصار أكبر لقاء بشري تشهده المعمورة، فهو يعلمنا كيف هي اﻹنسانية بأرقى صورها، حيث تتحقق فيه المساواة بين الجميع، ويسود التآخي والتسامح بين من استشعر هذه الفريضة حقًا، لتكون المنافع جمة لا تعد ولا تحصى. فيه تذكير بيوم الحشر بمفارقة المال واﻷهل، وقوف العزيز والذليل خاضعًا بين يديه، واجتماع المطيع والعاصي في الرهبة منه والرغبة إليه، وإقلاع أهل المعاصي عما اجترحوه، وندم المذنبين على ما أسلفوه، فَقَلَّ من حجَّ إلا وأحدث توبة من ذنب وإقلاعًا عن معصية. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مِنْ علامة الحجة المبرورة، أن يكون صاحبها بعدها خيرا منه قبلها”. فالحج في كتاب الله {أشهرٌ معلومات} (سورة البقرة، 179). وليس أيامًا، وفي ذلك إشارة إلى ما يعانيه الحاج من مشاق السفر، تاركًا موضع النعمة ورفاهية اﻹقامة وأنس اﻷوطان، مستشعرًا معاناة ومُصاب من سُلِبَ هذه النعمة من أبناء السبيل والمهجرين من بلادهم .والمكافأة لمن أحسن أداء هذه الفريضة كبيرة على قدرها، قال صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :