جريدة عنب بلدي – العدد 20 – الأحد – 17-6-2012
رأتني ووالدتي من بعيد، ابتسمت لنا واقتربت منا.. ألقينا عليها السلام… تعلو وجهها ابتسامة يكسوها الحزن… ابتسامة تجعلك تتوه في بحار اللغة وأنت تحاول أن تجد لها معنىً أو تفسيرًا… «لاق
كان وليد يمسك بيدي وفجأة تركها وانطلق يركض نحو المقبرة… وعندما وصل إلى الباب لوح لي بيده كي أتبعه.. أسرعت باتجاهه وعندما وصلت سألني بلهفة: «يعني هون قبر الشهيد؟؟» فأجبته بنعم… ثم استدرك: «يعني هدولكلهم شهداء؟؟!!» فأجبته كلا يا حبيبي بعضهم فقط.. فأمسك بيدي وطلب مني أن آخذه إلى قبر الشهيد… المقبرة تغص بالموتى ولا أعرف أين يرقد!! وشعر بالحزن عندما يأس من الوصول إلى قبره.. عندها طلبت منه أن يقرأ الفاتحة لروح الشهيد… فسألني بكل براءة… «يعني بيسمعني؟؟» فقلت له نعم.. رفع كفيه الصغيرتين وقرأ الفاتحة بصوت مرتفع «كييسمعه الشهيد»….
في وطني
ابن الخمس سنوات يدرك جيداً معنى دمعة أم الشهيد ويدرك أيضاً معنى الشهادة وعظيم شأنها…
في وطني… أطفال صغار يدركون جيداً معنى «وطن» يضم في ثراه جسد الشهيد.