قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن ضريح سليمان شاه سيعود إلى مكانه القديم في سوريا، بعد عودة الأمور إلى وضعها السابق.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم، أمام البرلمان التركي أمس الاثنين، 11 كانون الأول، خلال مناقشة مشروع قانون الميزانية التركية لعام 2018.
ولم يحدد يلدريم، فترة زمنية لإعادة الضريح إلى مكانه.
وأشار إلى ما وصفها بالبطولات التي حققها الجيش التركي فيما سمي “درع الفرات” شمالي سوريا، وكانت النتيجة تطهيرها من قوات “داعش” والقوات الكردية، على حد تعبيره، وعودة 70 ألف شخص إلى قراهم شمالي حلب.
وأضاف يلدريم إن “قطعة الأرض التي كان عليها مخفر سليمان شاه تعود ملكيتها لتركيا، وتم إخلاء المخفر لفترة قصيرة لدواع أمنية”.
وهذه ليست أول مرة ينقل فيها الضريح، فقد شهد عدة تنقلات حسب الأحداث التاريخية، لما يحمله من أهمية عند الأتراك.
من هو سليمان شاه؟
سليمان شاه بن قتلمش، هو جد عثمان غازي، مؤسس الدولة العثمانية، وكان زعيمًا لقبيلة “قايا”.
وبعد غزوات المغول اضطر للفرار بقبيلته إلى سوريا، وأثناء عبورهم نهر الفرات، قرب قلعة جعبر، غرق مع عدد من رجاله، عام 1231، ما جعل رجال قبيلته يدفنونه غرب القلعة.
تاريخ تنقلات طويل
وبعد أن آل الحكم إلى أحفاده العثمانيين، وسيطر السلطان سليم الأول على سوريا، بعد معركة “مرج دابق” قرب حلب عام 1516، قام بنقل جثمان سليمان شاه إلى مرج دابق وأقام له ضريحًا هناك، وأصبح مزارًا للأتراك.
ثم قام السلطان عبد الحميد الثاني أواخر القرن التاسع عشر بتجديد الضريح، وتوسعة المنطقة التي حوله.
وبعد الانتداب الفرنسي على سوريا، تم الاتفاق بين الجانبين التركي والفرنسي عام 1921 في معاهدة أنقرة أن يكون الضريح تحت السيادة التركية، وأن يرفع عليه العلم التركي، بينما تخضع الأرض للسيادة السورية.
وبعد أن تم إنشاء سد الفرات عام 1968، وخوفًا من أن تغمر مياه بحيرة السد، أجزاء من قلعة جعبر بما فيها الضريح، تقرر نقله إلى منطقة أخرى، حتى عام 1973، وبعد مفاوضات تركية سورية، أبقت تركيا على الضريح في الأراضي السورية، ولكنه نقل إلى تلة مرتفعة اسمها “قره قوزاك” في ريف حلب.
وبعد سيطرة قوات تنظيم “الدولة” على ريف حلب، نفذ الجيش التركي عملية أسماها “عملية نقل الضريح”، ونجح بنقله إلى قرية “أشمة” السورية على الحدود التركية.
–