دارت في الساعات الماضية تساؤلات عن معلومات تفيد باتفاق بين فصائل المعارضة العاملة في محافظة إدلب على تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة والإفراج عن المعتقلين لدى جميع الأطراف.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، الثلاثاء 12 كانون الأول، أن كلًا من “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” وفصيل “جيش الأحرار” اتفقوا على تشكيل غرفة عمليات لصد تقدم قوات الأسد نحو إدلب.
وأوضحوا أن الاتفاق يقضي بالإفراج عن المعتقلين من جميع الأطراف، خاصةً الذين تم أسرهم في حادثة الاقتتال الأخير بين “الهيئة” و”الأحرار”.
ونفت مصادر من “الزنكي” (طلبت عدم ذكرها) لعنب بلدي التوصل لأي اتفاق بين الفصائل المذكورة، مشيرةً إلى أن “المعلومات غير صحيحة بشكل نهائي”.
بينما أوضح المكتب الإعلامي لفصيل “جيش الأحرار” أن الاتفاق الذي تم التحدث عنه لم يتضح حتى الآن، معتبرًا أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح.
ويتزامن الحديث عن غرفة العمليات المشتركة مع معارك في ريف حماة الشمالي والشرقي من قبل قوات الأسد من جهة وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في محاولة التوغل على حساب المعارضة في ريف إدلب.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، دخلت قوات الأسد حدود إدلب الإدارية من ريف حماة الشمالي، واجتاز التنظيم الحدود أيضًا من ريف حماة الشرقي بعد السيطرة على منطقة قلعة الحوايس.
وفي سياق المعلومات المتداولة، قال الشرعي عبد الرزاق المهدي عبر “تلغرام”، إن الفصائل المذكورة توصلت لاتفاق يقضي بحل القضايا العالقة، منها إعادة السلاح من قبل “تحرير الشام”، إضافةً إلى إطلاق الأسرى لدى الفصائل مع تشكيل غرفة عمليات لصد هجمات قوات الأسد.
واعتبر القاضي الشرعي السعودي، عبد الله المحيسني، في منشور له على معرفاته الرسمية، أن “الأيام القادمة ستكون خيرًا على الناس في الشمال السوري”.
ووجه خطابًا لكل شرعي وقائد و”أمير” أن يضعوا كل جهدهم لإتمام الأمر (الاتفاق)، “ليأتي ذلك اليوم الذي يعلن في عودة التآخي والتناصر”.
ولم تعلّق “تحرير الشام” على المعلومات المتداولة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وحاولت عنب بلدي التواصل معها إلا أنها لم تتلق ردًا.
وقالت مصادر مطلعة لعنب بلدي إن ما تم التأكد منه حتى الآن، أن هناك اتفاقًا على خروج أسرى ومعتقلين من “تحرير الشام” و”أحرار الشام”، دون توضحيات دقيقة عن بنود الاتفاق الأخيرة.
وأشارت إلى اجتماع ضم قادة الفصائل المذكورة أول أمس الأحد، بينهم حسن صوفان قائد “أحرار الشام”، وأبو محمد الجولاني القائد العام لـ “تحرير الشام”.
وفي مقابلات سابقة لعنب بلدي مع قياديين في فصائل الشمال السوري، أكدوا أن فكرة غرفة العمليات المشتركة قائمة، دون تحقيق أي تقدم حتى اليوم.
وليس الحديث عن تنسيق العمل العسكري في المنطقة جديدًا، إذ دارت مفاوضات سابقة لمحاولات الاندماج لكنها فشلت، في وقتٍ دعا ناشطون إلى إحياء “جيش الفتح”، مطلع العام الحالي، مستخدمين وسم “أعيدوا تشكيل جيش الفتح”.
–