يودع حي الياسمين في العاصمة السعودية الرياض عصر اليوم أحد أفضل الأصوات في العالم، بعد أن غلب الموت الفنان أبو بكر سالم بلفقيه.
وكان بلفقيه قد حصل على تكريم منظمة “يونسكو” كثاني أفضل صوت في العالم، إلا أن عشر سنوات من حياته شهدت صراعًا ضاريًا مع المرض، إلى أن فارق الحياة أمس، 11 كانون الأول 2017.
وكانت آخر حفلة لبلفقيه، أيلول الماضي، بمناسبة العيد الوطني السعودي، وقد أداها على كرسي متحرك، كحفلته السابقة عام 2014 أيضًا.
وتعرض بلفقيه لأزمات صحية أدت به إلى إجراء عملية القلب المفتوح في ألمانيا، ثم لازم أحد المستشفيات في السعودية لعدة أشهر.
ونعت وزارة الثقافة والإعلام السعودية بلفقيه، بالإضافة للرئاسة اليمنية، إذ تعود أصول مولده إلى 17 آذار 1939، في مدينة تريم بحضرموت اليمنية.
نشأ بلفقيه في بيئة موسيقية وأدبية غنية، وتعلم الإنشاد منذ صغره، وكان مهتمًا بشدة بالشعر العربي الفصيح، حتى خمسينيات القرن الماضي، حين انتقل إلى جدة واستفاد من محاولات تطوير الأغنية السعودية أيضًا.
كتب الراحل الشعر ولحن أغانيه بنفسه، وغنى الشعر الفصيح لأبو القاسم الشابي، وجده أبو بكر بن شهاب، وكتب ولحن لنخبة من الفنانين العرب أشهرهم وردة الجزائرية.
عاش بلفقيه متنقلًا بين بيروت وعدن والقاهرة وجدة، واستقر بالنهاية في الرياض، وأطلقت عليه جامعة الدول العربية لقب “فنان القرن”.
تميز أبو بكر سالم بصوت ذي قدرات عالية على الانتقال بين مختلف طبقات القرار والجواب، وبانتقائه لنصوص وجدانية وصوفية، وصناعته لموسيقى منسجمة مع معنى الكلمات التي يغنيها.
سمح أسلوب بلفقيه للرجل الذي تجاوزت مسيرته الفنية الـ 60 عامًا، بالوصول إل ملايين البشر، ونال جائزة “الكاسيت الذهبي” من إحدى الشركات الألمانية، بعد توزيع نحو مليون أسطوانة من أغنية “أيمتى أنا شوفك”.
غادر أبو بكر سالم بلفقيه عن عمر ناهز 78 سنة، ومازال شباب اليوم يستمعون إلى أغانيه من “سر حبي فيك غامض”، إلى “ما يهزك ريح يا مركب هوانا”.
–