قرار ترامب يقود إلى “ربيع عربي” في فلسطين
عنب بلدي – وكالات
تصدرت الدعوات إلى “إسقاط النظام” المشهد الفلسطيني عقب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
القرار الذي قاد تحركات دولية على مستويات عدة، أدى إلى انفجار في الداخل الفلسطيني ودفع بآلاف الشباب إلى شوارع القدس ومدن الضفة الغربية، وسط حديث عن اندلاع انتفاضة جديدة للدفاع عن القدس، وبالفعل توالت مظاهر هذه الانتفاضة في مواجهات مع قوات الاحتلال سقط إثرها قتلى وجرحى في صفوف الفلسطينيين.
المختلف في التحركات الشعبية الفلسطينية هذه المرة أنها دعت إلى تغيير في بنية القيادة السياسية ممثلة في “السلطة الفلسطينية”، وطالبت بإبعاد الرئيس محمود عباس عن الحكم وحل حكومة رامي الحمد الله، واتخاذ مسار جديد في السياسة الفلسطينية يعيد القضية إلى ما قبل “أوسلو”.
وإلى جانب التشديد على دور محمود عباس في تدهور مآلات القضية، بدت اتفاقية “أوسلو” الموقعة عام 1993، مهتمة في “شرعنة” الاحتلال، ومنحه مدًا أكبر في الأراضي الفلسطينية تحت مسمى “السلام ووقف الصراع”.
وبدأت الأصوات الشعبية لإلغاء “أوسلو” تأخذ صداها في التيارات السياسية والعسكرية الفلسطينية، إذ دعت “كتائب المقاومة الوطنية” (الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) إلى “طي صفحة أوسلو، وسحب اعترافها بإسرائيل، وتطبيق قرارات الإجماع الوطني وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني، ووقف كافة أشكال العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال، وإطلاق يد العنان للمقاومة في الضفة والقدس”.
كما طالبت “حركة الجهاد الإسلامي” في فلسطين بـ “إغلاق اتفاق أوسلو ورفض العمل بما يترتب عليه من التزامات وخصوصا وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال بكل أشكاله”.
الفعاليات المدنية الفلسطينية نادت بالمطالب ذاتها، ومنها “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” الذي شدد على ضرورة “إلغاء اتفاقية أوسلو، وسحب الاعتراف بإسرائيل والتحول الجماهيري إلى الثورة الشعبية الفلسطينية الشاملة حتى نحقق أهدافنا بتفكيك كافة المستوطنات وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وفي حال إلغاء “أوسلو” فإن ذلك يعني سحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل، وإنهاء “السلطة الفلسطينية”، وإلغاء أي مسارات تفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولم تصدر السلطة الفلسطينية أي تعقيبات على دعوات إلغاء “أوسلو”، لكنها أبدت موقفًا أقرب للشعب، وأكدت رفضها الكامل لقرار ترامب، كما رفضت الدعوات الأمريكية للقاءات سياسية بشأن القدس.
في المقابل، يبدو الصوت الأعلى اليوم في الداخل الفلسطيني لدعوات المواجهة المسلحة مع قوات الاحتلال، سواء من الجهات الدينية أو الفصائل الفلسطينية، أو من أطراف شعبية ومدنية، بينما يبدي الشباب في الساحات استعدادًا كاملًا لتحويل المواجهات إلى ثورة لا تعترف بسلطة ولا احتلال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :