د. أكرم خولاني
يشكو بعض الناس من وجود كتل قاسية تحت الجلد في أماكن متعددة من الجسم، ورغم أنهم غالبًا يعرفون بأنها كيسات دهنية غير خطيرة إلا أنها قد تسبب لهم الضيق والانزعاج، خاصة إذا ازداد حجمها بشكل ملحوظ أو إذا سببت الألم، وعندها يلجؤون إلى الطبيب لعلاجها.
ما هي الكيسات الدهنية
تسمى أيضًا كيسات شحمية، كما تسمى الورم الشحمي Lipoma، وهي أورام حميدة بطيئة النمو ناتجة عن نمو مفرط للخلايا الدهنية، تتمركز بين الجلد والعضلات، عادة ما تكون أصغر من سنتيمتر واحد لكنها قد تصل حتى 6 سم، وتسمى كيسات لأنها تشبه في شكلها الكيس، وتكون مملوءة بمواد قد تصدر رائحة كريهة في بعض الأحيان، ولكنها على الأغلب لا تشكل أي أضرار على الجسم، إلا أنها تصبح مزعجة وربما تسبب الألم خاصة إذا كانت في مكان تضغط عليه الملابس، أو إذا ظهرت في منطقة الأعصاب، كما أنها تصبح ضارة في حال التهب الكيس نتيجة الإنتان بالجراثيم، وبذلك يحتاج إلى العلاج الفوري.
وقد تظهر أكثر من كيسة في مختلف مناطق الجسم، مثل الرقبة، أو الثدي، أو الجذع، أو أعلى الفخذين، أو أعلى الذراعين، أو تحت الإبطين، أو الأعضاء التناسلية.
وقد تظهر في أي عمر حتى عند الأطفال، لكنها شائعة بين سن 40 و60 عامًا، وتنتشر بين الرجال والنساء، ولكن الرجال أكثر عرضة لها لأنهم يمتلكون مناطق مشعرة أكثر من النساء.
ما أسباب تكون الكيسات؟
السبب المؤكد غير معروف حتى الآن، ولكن العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في حدوث الإصابة، فهي تكثر بين أفراد العائلة الواحدة، وقد تحدث نتيجة انسداد الغدد الدهنية ما يجعل إفرازاتها تتجمع داخل الجلد، أو تورم بصيلات الشعر والتهابها، أو نقصان في فيتامين A ما يجعل الطبقة الخارجية من الجلد أكثر سماكة فيصعب على الإفرازات الوصول إلى الخارج فتتجمع تحت الجلد، أو بسبب زيادة إفراز هرمون هرمون الذكورة (التستوستيرون)، أو زيادة إنتاج الزهم، أو اضطرابات الجلد المرافقة للأمراض الوراثية.
كيف يتم التشخيص؟
من السهل تشخيص الكيسات الدهنية بالفحص الجسدي، إذ تتميز بكونها سطحية، لينة القوام، تتحرك بمجرد الضغط عليها بالإصبع.
ولكن إذا ظهر الورم بصفات مختلفة عن الصفات النموذجية، أو كان حجمه كبيرًا جدًا، فإنه يتطلب إجراء تصوير بالأشعة فوق الصوتية أو الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي، وقد تؤخذ عينة نسيجية للتحليل، وذلك لنفي وجود الورم السرطاني في الأنسجة الدهنية Liposarcoma، وهو ورم ينمو بسرعة ولا يتحرك تحت الجلد، لكنه نادر.
ما خيارات العلاج؟
علاج الكيسات الدهنية ليس ضروريًا من ناحية طبية، لذلك فإنها قد تترك لسنوات، وقد تتبدد من تلقاء نفسها في أحيان كثيرة، ولكن إذا التهبت الكيسة فإنها تعالج بالمضادات الحيوية، كذلك إذا أصبح التورم مؤلمًا أو إذا زاد في الحجم زيادة كبيرة جدًا فإنه يزال لأسباب تجميلية، أو قد يستأصل للدراسة النسيجية للتحقق من أنه ليس من نوع الورم الخبيث الليبوساركوما.
وعادة تزال الكيسات الدهنية بالجراحة البسيطة تحت التخدير الموضعي، وتستغرق إزالتها أقل من 30 دقيقة، ونادرًا ما تتكرر عودتها بعد إزالتها.
شفط الدهون باستخدام حقنة هو خيار آخر إذا كان الكيسات الدهنية لينة وصغيرة، وعادة ينتج عن هذه الطريقة ندبة أقل من الجراحة، ولكن مع الكيسات الكبيرة فإنها قد تفشل في إزالة الورم بالكامل، والتي يمكن أن تؤدي إلى النمو من جديد.
ومن الطرق الجديدة التي تم تطويرها والتي من المفترض أن تزيل الكيسات الدهنية بدون تندب هي الإزالة عن طريق استخدام حقن مركبات تؤدي إلى إذابة الدهون مثل الستيروئيد، ولكن بهذه الطريقة لا تختفي الكتل بشكل كامل.
أخيرًا للوقاية من تشكل الكيسات الدهنية من الضروري الحفاظ على بشرة نظيفة، خالية من الجراثيم، وضمان عدم إنتاج الزهم الزائد في الجسم، ولذلك ينصح بتناول كمية كافية من الخضار والفواكه، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنب التعب والإجهاد، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، والابتعاد عن السهر، والاستحمام بصابون مضاد للجراثيم.