ريف حماة – إياد أبو الجواد
تراجعت تربية المواشي، الأغنام والماعز، في ريف حماة الشرقي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، نتيجة اشتداد المعارك في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد كبير منها، إضافة إلى النقص الكبير في المواد العلفية والأدوية البيطرية.
الريف الشرقي كان يعد الخزان الأكبر لمدينة حماة وللشمال السوري بتربية المواشي، كونه امتدادًا للبادية السورية (بادية الشام)، ويحتضن أعدادًا كبيرة من الرؤوس، كما يشتهر بتربية أفضل أنواع الأغنام التي تسمى “أغنام العواس”، المرغوبة في كل دول العالم، إضافة إلى الأنواع المختلفة من الأبقار والماعز، التي كانت تحقق توازنًا غذائيًا باللحوم ومشتقات الحليب في سوريا قبل اندلاع الثورة.
النزوح والقصف خفضا الأسعار
رزوق أبو علي، أحد مربّي المواشي في المنطقة، قال لعنب بلدي إن المعارك وعمليات النزوح الكبيرة التي طالت غالبية القرى، أديا إلى تدني أسعار المواشي بشكل كبير، نتيجة بيع المربين لقطعانهم بأسعار زهيدة، لعدم وجود مراع في المناطق التي نزحوا إليها، إضافة إلى إرسال بعض المربين ماشيتهم إلى مناطق النظام لعدم وجود مراع في مناطق النزوح.
مروة طبية، التي تعمل ضمن الكوادر الطبية بريف حماة، أكدت ما قاله رزوق، ونوهت إلى أن عمليات القصف والنزوح أجبرت مربي الأغنام على البحث عن أماكن تؤوي أولادهم، بغض النظر عن ماشيتهم، ما أجبرهم على بيع نسبة كبيرة منها بأسعار زهيدة، إذ بلغ سعر رأس الغنم الواحد 40 ألف ليرة، بعد أن كان يباع سابقًا بـ 80 ألف ليرة.
من جهته، أوضح عضو مجلس محافظة حماة الحرة، خالد الهويان، في حديث إلى عنب بلدي، أن أسعار المواشي متدنية في الوقت الحالي لعدم وجود أسواق خاصة بها، إذ كان سعر كيلو الخاروف القائم يبلغ سابقًا 1800 ليرة سورية، في حين لا يتعدى سعره اليوم 1050 ليرة.
استغلال التجار لأوضاع المربين
مع غياب المراعي في مناطق النزوح، كان لارتفاع أسعار الأعلاف أثر كبير في فقدان المواشي، في ظل غياب الدعم للمربين، وسط مطالبة الأهالي المؤسسات والمنظمات بمواد علفية للحفاظ على مواشيهم.
المربي أبو علي حمّل المنظمات مسؤولية بيع المربين لمواشيهم بأسعار زهيدة، ملقيًا اللوم عليهم بسبب تقاعسهم عن تقديم الدعم للمربين، وعدم مساعدتهم في تقديم الأعلاف، في حين أكد الهويان أن مجلس محافظة حماه الحرة قدم 50 طنًا من الأعلاف بسعر مدعوم لمواشي نازحي عقربات شرقي حماة، وأضاف أن العمل مازال مستمرًا لتأمين كميات أكبر من الأعلاف للريف الشرقي.
من جهتها، قالت طبية إن “المنظمات أهملت شؤون النازحين، ولم تكترث لأحوالهم، فاستغلهم البعض واشتروا ماشيتهم بنصف ثمنها”، وهو ما أكده المربي، خلف الخير، الذي قال لعنب بلدي إنه أجبر على بيع قسم كبير من أغنامه بنصف ثمنها لعدم وجود الأعلاف، في حين يعاني القسم المتبقي من قلة الغذاء بسبب ندرة المراعي وتفشي الأمراض.
ويعتبر القطاع الحيواني من أهم القطاعات الاقتصادية في سوريا، قبل أن يشهد تدهورًا، أدى إلى تراجع كبير في أعداد رؤوس الماشية، ونقلت صحيفة تشرين الحكومية عن مصادر في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة النظام، العام الماضي، أن عدد الأغنام تراجع من 18 مليون رأس عام 2010 إلى 16 مليون رأس في 2016.