عنب بلدي – أورفة
يجتمع فريق “الآزوري” الذي يضم لاعبين سوريين يوميًا، ليجري تدريباته على أرض أحد الملاعب في منطقة “بهجة إيفلير” في مدينة أورفة التركية، ومثله سوريون موهوبون في مجالات أخرى، بعيدًا عن دائرة الضوء والاهتمام.
يتدرب 13 شابًا سوريًا تتراوح أعمارهم بين 17 و29 عامًا، منذ أشهر قليلة على لعبة كرة القدم، معظمهم كان يمارس اللعبة في الأندية السورية سابقًا، بينما يشارك آخرون في عروض فنية وأدبية، دون أين يجدوا منصات تعرض مواهبهم، أو ربما تتبناها وترعاها.
مساحة مشتركة للعب
ويقول الشاب محمد الفياض، أحد لاعبي “الآزوري”، لعنب بلدي، إن هدف الفريق من التدريبات يكمن في إيجاد مساحة مشتركة تجمعهم ليمارسوا هوايتهم المفضلة بعد نهار “شاق” من العمل، ولاكتشاف المواهب الرياضية اليافعة.
“هناك الكثير من المواهب السورية المنوعة بين الرياضة والفن والأدب، إلا أنها تدفن بين العمل وتفاصيل الحياة اليومية، أو ربما لا تجد منصة تعرض فيها قدراتها”، وفق محمد، الذي يرى أنها “تحتاج رعاية واهتمامًا من بقية السوريين القادرين على ذلك”.
أولئك الشباب يشكلون جزءًا من الواجهة الحضارية للسوريين، يرى محمد، الذي يدعو إلى الالتفات إليهم، مؤكدًا وجود “العشرات من الأسماء التي غابت عن النشاط الثقافي والرياضي نتيجة ظروفهم المعيشية والمادية الصعبة”.
يشارك الفريق اليوم في دوري الفرق السورية في مدينة أورفة، متمنيًا أن يكون الدوري “منصة لعرض القدرات التي يتضمنها الفريق والمواهب الجديدة التي انضمت إليه “.
وتأتي مشاركته بعد التنسيق مع شركة “العيسى” للشؤون القانونية، ويقول مالكها محمد العيسى لعنب بلدي، إن الدعم المالي الذي وصفه بـ “البسيط” الذي يقدمه للفريق، “محاولة للاهتمام بمواهب شابة ويافعة”.
“أتمنى ألا نسهم في دفن مواهبهم من خلال تجاهلهم”، يضيف العيسى، الذي يرى أنهم يستحقون أكثر مما هو متاح لهم في الوقت الراهن، ورعاية “طويلة” ومستمرة.
“سباحة” للنجاة خارج أورفة
بعيدًا عن الرياضة تحاول الناشطة السورية من حلب سمر عيني، تنمية مواهبها الفنية والثقافية، في ظل دعم المنظمات والأفراد لبعض المبدعين “ولكن ضمن قطاعات محدودة ودون تغطية الجميع”.
مع إكمالها الدراسة، كانت سمر حتى وقت قريب تتابع تدريباتها مع إحدى الفرق المسرحية، وتقول لعنب بلدي إن ضعف الإمكانيات وقلة الموارد منعها من إتمام التدريبات.
“العراقيل والصعوبات هنا كثيرة أمام المبدعين، ولذا يفكر الشخص بالسفر أو الانشغال بعمله والابتعاد عن أحلامه”، تضيف سمر، مشيرةً إلى أن “البعض يحاول السباحة والنجاة بنفسه وموهبته مبتعدًا عن أورفة، نحو ولايات تضم فرصًا أكبر لتنمية القدرات”.
وتقر الناشطة بأن ذلك “تحدٍ كبير وخاصة للفئة الأهم التي تمتلك المواهب، ومعظمهم من الشباب واليافعين”.
رغم أن أورفة تحتضن العديد من الفعاليات الرياضية والفنية السورية، إلا أنها “ليست كافية بل محدودة”، من وجهة نظر من استطلعت عنب بلدي آراءهم من الشباب واليافعين فيها.
وبينما يتمنى محمد رعاية “النجوم الصغيرة”، التي تحمل الأمل لسوريا المستقبل، على حد وصفه، تبحث سمر عن حل بديل يبقيها مع عائلتها في أورفة، ويمكنها من متابعة تدريباتها “دون غربة في مدينة أخرى”.