تحت تهديد السلاح.. مافيات تسرق السوريين في باب الهوى

  • 2014/08/31
  • 9:32 م

عنب بلدي ــ العدد 132 ـ الأحد 31/8/2014

حسن مطلق – اسطنبول

يتعرض المدنيون الذي يتنقلون عبر معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا إلى عشرات حوادث السرقة والسلب والتهديد على نطاق واسع، بسبب بعض الجماعات المسلحة والعصابات التي حولته إلى حالة من الفوضى وفرضت الأتاوات والرشاوى، في ظل صمت مطبق من القائمين على أمن المعبر.

  • مافيات المعبر ” Çete”

“أبو إبراهيم” مواطن تركي يقطن في مدينة الريحانية التركية ويعمل بشكل يومي على نقل المسافرين من المعبر إلى الداخل التركي ويتقن التحدث باللغة العربية، أفاد عنب بلدي أن “مئات الشباب يعملون في المعبر غالبيتهم يجيد تكلم العربية، ينقسمون إلى مجموعات تتبع كل منها إلى “زعيم” يأخذون أوامرهم منه ويسمون “Çete” وتعني العصابة.

وعمل هؤلاء يقتصر على البحث عمن لم يستطع اجتياز المعبر واصطياده لتأمين عبوره إلى الأراضي التركية بوسائل غير شرعية تحت شعار “تهريب نظامي” مقابل المال، كما يقومون بختم جوازات السفر النظامية والمزورة مقابل مبالغ مالية أكبر، بينما يوزع زعيمهم المبلغ الكلي عليهم في نهاية اليوم.

  • حوادث سلب متكررة

“أبو القعقاع” أحد الناشطين في محافظة حماة، تعرض للسطو من قبل أفراد العصابة أثناء محاولة عبوره بشكل نظامي إلى الأراضي التركية من المعبر، يقول “غادرت تركيا من دون ختم للخروج فقد اعتدت الذهاب والعودة بين تركيا وسوريا بشكل متكرر، وعند عودتي بتاريخ 28 آب توجهت إلى الضابط لختم جوازي فأشار إلي بعدم الحاجة لذلك كوني لا أملك ختم خروج من تركيا”.

وأكمل أبو القعقاع طريقه بشكل طبيعي، لكنه فوجئ بحوالي 20 شخصًا يتجمهرون أمامه، ومنعوه من الدخول بحجة أنه لا يملك ختمًا، وادعت العصابة أنها الجهة التي أمنت دخوله بشكل غير شرعي وطالبوه بالمال مقابل خدماتهم، وحصلت مشادات كلامية بين الطرفين انتهت برفعهم السكاكين في وجه أبو القعقاع “أمسكني اثنان منهم وقام آخرون بتفتيشي وسرقة مبلغ كان بحوزتي يقدر بـ 350 دولارًا، ثم ولّوا هاربين بعد أن تركوني مرميًا على الأرض مع حاسوبي الشخصي وكاميرتي”.

أما “حسن” وهو شاب من إدلب، يحمل جوازًا كان قد جدده منذ 8 أشهر في فرع الهجرة والجوازات في حلب بشكل نظامي، واستخدمه أكثر من مرة في الدخول والخروج بين تركيا وسوريا. فقد حاول الدخول إلى تركيا مع عائلته يوم الاثنين 25 آب من معبر باب الهوى، لكن الشرطي المسؤول رفض ختم الجواز بحجة اللصاقة، وذلك بعد صدور القرار الذي يسمح للسوريين بالدخول إلى الأراضي التركية بجواز منتهي الصلاحية.

يقول حسن “ما إن أعاده إليّ حتى تجمع حولي أكثر من 10 أشخاص وبدؤوا بطرح الحلول لمساعدتي”، أحدهم اقترح “إزالة لصاقة التجديد وختم الجواز ثم لصقها مرة أخرى داخل الأراضي التركية”.

لكن أحد المتجمعين اقتاد حسن إلى مبنى الإدارة واعدًا بختم الجواز، وقام شرطي بفحص الجواز لعدة دقائق ثم أشار بأن الجواز نظامي تمامًا، ليعودا إلى كوة الختم بعد أن اتصل بالشرطي فيها هاتفيًا، وختموا الجواز بالموافقة على الدخول.

بدأ حسن بالبحث عن عائلته، لكن الشاب الذي عرض المساعدة لحقه وطالبه بمبلغ 400 دولار، وبعد عناء طويل وعلى مضض، اتفقا على أن يدفع حسن 250 ليرة تركية (125 دولارًا) وذلك “درءًا للمشاكل”.

العديد من الحالات المشابهة تحدث يوميًا على مرأى ومسمع من أمن المعبر بحسب شهود عيان، دون اتخاذ أي قرار بحق تلك العصابات التي تسيء التصرف وتحترف السلب لتقتات على السوريين الذين هربوا من بلادهم ليواجهوا ذلًا من نوع آخر.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع