ردات فعلنا تزيد المواقف سوءًا .. لا تدع التوتر والضغط يسيطران عليك
يتعامل الناس مع الضغوط والظروف السيئة بطرق مختلفة، لكن النظر إلى نسبة مراجعي المشافي والعيادات من مختلف الاختصاصات توحي تمامًا بكيفية تعامل الأغلبية مع ما يتعرضون له، إذ تفاقم ردة الفعل من الضغط والتوتر على الشخص، بطريقة أو بأخرى.
وليس الحديث عن الساحة السورية فقط، لكنه عام ومنطبق على معظم البشر عمومًا، نتعرض لظرف سيء فنزيده سوءًا، ونخسر لأجله جمال حياتنا وابتسامتنا وقوتنا وصحتنا بشكل لا نشعر به.
يكفي ظرف بسيط لزلزلة نظام منزلٍ كامل، كما أن موقفًا طارئًا أو تغييرًا في سير أحداث حياة أحدهم، قد يتسبب بقلق واكتئاب سريعًا ما يطال جسده محدثًا فيه الأوجاع وغريب الأمراض. ومع أننا لم نعتد الربط كمجتمع بينهما، لكن منشأ معظم أمراضنا الجسدية ناجم عن اعتلال صحتنا النفسية -والذي يكون في كثير من الأحيان مستتًرا غير ظاهر لنا- وهو الأمر الذي تؤكده معظم الدراسات والأبحاث الحديثة، إذ تشير دراسة أمريكية أن “80% من كبار السن الأصحاء، الذين لا يعانون من الوحدة أو اكتئاب أو عامل خارجي، لا يعانون من فقدان للذاكرة”.
لنتأمل في طرق تعاملنا مع الظروف السيئة، والجرائم التي نرتكبها بحق أنفسنا عبر ردات فعلنا، بداية من الصدمة والتعامل العصبي مع كل ما لا نستطيع تغييره، القلق والتفكير الدائم، الأرق، المبالغة بوصف الهموم والتعامل مع مشاكلنا الشخصية وكأنها إنذار أخير لنهاية العالم، تمني الموت، اللجوء لعادات غير صحية لتفريغ الضغط النفسي وأكثرها شهرة: التدخين، الأمر الذي ازداد بوضوح في الظروف التي يعيشها السوريون اليوم.
ليست لدي إحصائيات دقيقة حول الموضوع لكن أعدادًا هائلة من السوريين تلجأ اليوم للتدخين كوسيلة لتخفيف وقع الظروف عليهم، الحديث هنا يشمل مدخنين جدد أو مدخنين مخضرمين أدت الأحداث لمضاعفة كمية الدخان التي يتعاطونها بإهمال شديد للصحة.
وقد شاع التدخين مؤخرًا بوضوح بين النساء لذات السبب، الأمر الذي يوضح مقدار جهلنا بطرق تفريغ صحية وحقيقية، علمًا أن الشعور بالتفريغ عن طريق التدخين نفسي منشؤه الدعايات والإعلانات التلفزيونية والاجتماعية لا أكثر.
هناك الكثير لنفعله بدل الاستسلام لليأس، الكثير مما يمكننا القيام به عوضًا عن إحراق صحتنا بسيجارة تلو أخرى، ممارسة الرياضة بأي طريقة منزلية أو بنادٍ مختص، المشي، القراءة، الحديث الإيجابي للنفس، التعامل مع ما لا يمكننا تغييره بروح التعايش لا الشكوى، التفهم لا الكراهية… هناك الكثير لنفعله بدل أن نزيد صعوبة ظروفنا باللعن والشتم ومحاولة مقاومتها.
ثمة مثل إنكليزي يقول “its so good to bereal”، ويعني أن الأمور أفضل بكثير من أن تكون حقيقة، فلا بد للحياة من بعض المنغصات؛ لكني أستميح الإنكليز عذرًا لأغيره إلى “its so bad to be good”، فعندما تكون الأمور مغرقة بالسوداوية ثق تمامًا أنه لابد من وجود فسحة أمل صغيرة أغلقتها بتشاؤمك.
عندما تبدو الأمور سيئة للغاية.. فثق أنها أسوأ بكثير من أن تكون حقيقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :