تنتظر الطفلة حلا النوفي فرصة خروجها من مدينة سقبا في الغوطة الشرقية لمتابعة علاجها في دمشق.
أصيبت الطفلة (سنتان) بأمراض ناتجة عن سوء التغذية، منها مرض الكلى المعروف بـ “سيستينوز”.
وتقول أمها “ذهبنا بحلا إلى دمشق بغية علاجها وبقيت في مستشفى الأطفال 17 يومًا، ولم تتناول هناك إلا الماء”، ثم نقلتها إلى مستشفى المجتهد والمستشفى الفرنسي، وعرضت الطفلة على عدة أطباء، لكن دون فائدة.
عادت الأم بابنتها من دمشق، وبدأت حالة حلا تسوء بعد انقطاع الدواء عنها لثمانية أشهر.
وفي صور رنين مغناطيسي أُجريت للطفلة تبين وجود مادة بيضاء داخل رأسها، وتخشى الأم من تردي وضع ابنتها الصحي مع مرور الزمن.
وأفادت الأم بأنها عرضت الطفلة على عدة أطباء داخل الغوطة وأخبروها أن لدى الطفلة تقلب في الدم، وهي تحتاج للعلاج في الخارج.
حلا هي واحدة من 130 طفلًا بحاجة إلى الخروج من الغوطة لتلقي العلاج، بحسب إحصائية للهلال الأحمر في الغوطة الشرقية، مصنفين على حالات وفق أولوية الخروج.
أكثر الحالات المنتشرة هي حالات الأورام والقلبية والعينية، وجميع الحالات مسجلة لدى الهلال الأحمر والمنظمات الطبية والإنسانية، يصل مجموعها إلى 502 حالة (أطفال وبالغين).
محمد كتوب، مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS”، قال لعنب بلدي أن “تجاوب المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية مع المناشدات المستمرة لإخراج الحالات العاجلة ضعيف جدًا”.
وأوضح “زودناهم بكافة المعلومات وأخرجت ثماني حالات فقط، ومعظمها اختير بناء على واسطة، إلى جانب حالتي اشتبهت منظمة الصحة العالمية بإصابتهما بشلل أطفال، فأخرجتهما لقلقها”.
11 شخصًا من أصل 502 توفوا، بحسب كتوب، ولا حلول بديلة سوى تأمين الدواء وكسر الحصار.
وأضاف مسؤول المناصرة أن معظم الحالات هم أصحاب أمراض مزمنة كالناعور وداء كرون والربو، ويمكن علاجهم في حال السماح بإدخال الأدوية إلى الغوطة، وهناك حالات لا يمكن علاجها كمرضى السرطان.
وتعاني الغوطة الشرقية من حصارها الذي بدأ في نهاية سنة 2013، ما أدى إلى ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية، بحسب تقرير نشرته “يونسيف” في 29 تشرين الأول الماضي.
وختم كتوب حديثه “سوء التغذية الناتج عن نقص الوراد الغذائي يمكن علاجه في الغوطة إن توفرت الأدوية، والتجاوب مع حالات الأطفال ليس أفضل مع أي حالة أخرى. تم إدخال بعض مواد سوء التغذية ولكنها ليست كافية”.