حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
أطلق ناشطون وقادة ألوية في الساحل الأسبوع الماضي مبادرة بعنوان “لن ننسى معتقلينا”، لتسليط الضوء على المعتقلين الذي يقبعون في سجون النظام، واحتجاجًا على “تفريط” الجبهة الإسلامية بالمعتقلين العلويين لديها منذ قرابة عام دون الحصول على مكاسب من الأسد.
وأشار البيان، الذي تلقت عنب بلدي نسخة منه ووقع عليه 33 شخصية من ناشطين وقادة عسكريين وقرابة 20 لواءً وكتيبة، أن الهدف من هذه المبادرة “هو معرفة سبب عدم التركيز على إجراء عملية تبديل بقية الأسرى، واعتبار ملف الأسرى طيّ النسيان”.
وأوضح البيان أن “الموضوع يهم أهل الساحل جميعًا وأن من طرح هذه المبادرة ليس له عداوة مع أحد والقصد منه ليس محاربة أي فصيل”، بينما هدد الموقعون بإفشال أي صفقة قادمة لا تتضمن إطلاق سراح الناشطين والمعتقلين في سجون الأسد.
وتأتي الحملة بعد 3 أشهر من إتمام “الجبهة الإسلامية”، للمرحلة الأولى من الصفقة، وتضمنت حينها إطلاق سراح 40 أسيرًا من الأطفال والنساء مقابل تأمين خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة.
على أن يتم تسليم الباقين وعددهم 54 (عشرون امرأة و34 طفلًا) مقابل إطلاق سراح نشطاء ومعتقلين من سجون الأسد، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
ويوضح مجدي أبو ريان، عضو مجلس قيادة الثورة في الساحل السوري وأحد الموقعين على البيان، لعنب بلدي أن الصفقة السابقة لم تعد بالنفع على المعارضة “صحيح أن هذه الصفقة ساعدت في فك الحصار عن مقاتلي حمص، لكن الجبهة الإسلامية سمحت أيضًا بدخول المساعدات إلى نبل والزهراء.. فلماذا التفريط بالأسرى دون مقابل، في حين يقبع الآلاف من السجناء وبينهم معتقلات في السجون”.
ويستعد الموقعون لزيادة الضغط على الأطراف الفاعلة، بحسب أبو ريان، مضيفًا أن الأعداد الموقعة على البيان في تصاعد مستمر بينها قادة أكبر الفصائل في الساحل.
وحول توجيه البيان للجبهة الإسلامية على وجه الخصوص، قال أبو ريان “نحن لا نقصد تخوين أي طرف لكن حرائرنا في السجون أحق بمثل هذه الصفقات”، مطالبًا بـ “تأسيس هيئة مختصة لإدارة أمور التفاوض، بعيدًا عن المفاوضات الفردية لكل فصيل… قد يكون ذلك حلَا ناجحًا لتفادي هذه المشاكل مستقبلًا”.
وكان الجيش الحر وكتائب إسلامية احتجزت 125 شخصًا من سكان القرى العلوية التي سيطرت عليها منذ عام كامل، معظمهم من النساء والأطفال ضمن ما سمي معركة “أم المؤمنين عائشة”، ولم يفاوض النظام على إطلاقهم بعكس ما حصل مع الأسرى الإيرانيين وراهبات معلولا.
وقد ظهرت الأسيرات في أكثر من مناسبة يناشدن النظام من أجل التفاوض على إطلاق سراحهن، دون أي استجابة، وتقول إحداهن لجريدة القدس العربي “الأسد لا يفكر فينا ولا بغيرنا، كنا نتأمل خيرًا في الدفعة التي خرجت منذ فترة وأنهم لن ينسوننا”، وأضافت “مضى على مغادرة المطلق سراحهن، أكثر من 3 أشهر ولم يحدث أي شيء، ليس لنا أي امتياز لكوننا من العلويين، فنحن لا دخل لنا في هذه الحرب التي زجنا بها الأسد، وهو في قصره ولا يفكر إلا في نفسه”.
وبانتظار الاتفاق على إتمام المرحلة الثانية من صفقة التبادل، يعيش الأسرى في كلا الجانبين أملًا بالعودة إلى أهلهم قريبًا، حلم يقتضي وضع الملف على طاولة الاهتمام لصناع القرار في هذا البلد الذي أنهكته الحسابات الطائفية والمذهبية.