كذب الأطفال .. سلوك مكتسب يعــززه سلبيــة دور الأبــويـن

  • 2014/08/24
  • 4:48 م

عنب بلدي ــ العدد 131 ـ الأحد 24/8/2014

أسماء رشدي

يولد الأطفال على الفطرة النقية، لكنهم يكتسبون الصدق والأمانة أو الكذب من البيئة المحيطة بهم؛ فإذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم فسوف يتعلم الأطفال ذلك، أما إذا نشأ الطفل في وسط لا يراعي الصدق ولا يساعد في التدرب عليه، فيسهل عليه الكذب وخاصة إذا كان يتمتع بقدرة كلامية وخيال خصب يحول دون قوله الصدق، بل ويتدرب عليه حتى يصبح مألوفًا.

  • التدرج وفق المراحل العمرية:

فالطفل من سن 2 إلى 3 سنوات قد ينكر أنه فعل شيئًا أو يكذب للحصول على شيء، دون إدراك بأن الكذب خطأ، لذلك من الأفضل تجنب مواجهته واتهامه حتى لا يصر على الكذب.

أما الأطفال من 3 إلى 5 سنوات، فيعيشون في عالم من الخيال ويتحدثون عنه مصرين أنه حقيقة، مما يعكس أهمية هذا العالم الخيالي بالنسبة لهم.

الطفل من سن 5 إلى 8 سنوات قد يكذب ليفيد غيره أو ينقذهم من العقاب أو يتجنب جرح مشاعرهم، كذلك قد يكذب أحيانًا لخوفه من العقاب أو من مضايقة الكبار.

والطفل من 9 سنوات يستطيع التفرقة بين الحقيقة والكذب، ربما لا يخبر والديه ببعض الأمور، وقد يكذب أحيانًا بشأن عمل الواجبات المدرسية.

وهناك حالة من الكذب التي تدعى بالكذب القهري والتي تستدعي تدخل اختصاصي لمساعدة الأهل في تخليص طفلهم منها، فالطفل في هذه الحالة يكذب طوال الوقت فى كل شيء تقريبًا مهما كان تافهًا، يؤلف قصصًا، يبالغ، يحرف الحقيقة أو يخفيها.

  • الأسباب الدافعة على الكذب:

يندفع الطفل إلى الكذب نتيجة لعدة أسباب، منها كثرة الإذلال والقمع التي يتعرض لها، أو قد يلجأ إلى الكذب للحصول على العطف والرعاية بسبب عدم ثقته بالكبار ولشعوره بالحرمان أو لكثرة العقاب، أو بهدف جلب الانتباه ولفت الأنظار إليه، أو بسبب ارتكاب بعض الآباء والأمهات الأخطاء والتصرف بلا وعي أو إدراك أمام أطفالهم.

وقد تتكون خصلة الكذب لدى الطفل بتقليده والديه، فهو يلاحظ أنهما يكذبان في حالات كثيرة فيظن أن الكذب مباح له.

فالأم على سبيل المثال تفعل شيئًا أمام طفلها تريد إخفاءه، لذلك تقول للطفل “إذا سألك أبوك عن هذا فلا تقل له شيئًا”، أو حينما يكثر الطفل من الإلحاح على أمه بطلب نوع الطعام فتقول له “لقد انتهى ولا يوجد منه شيء حاليًا؛ هذه المواقف تعتبر درسًا في الكذب وأسلوبًا فجًا في تربية الطفل.

  • أساليب التعامل مع السلوك:

إذا لم يعالج الكذب لدى الطفل في الوقت المناسب فإنه سوف يتطور ويصل إلى حدٍ خطير، ويصبح مرضًا يصعب التخلص منه، لذلك:

• يجب على الوالدين معرفة سبب الكذب ونوعه، بمعنى هل يكذب الطفل بشكل نادر أو متكرر، وإذا كان متكرر ما نوعه وما دوافعه.

• لا يكفي نصح الطفل دومًا بصدق القول بل يجب أن يظهر بأفعال الوالدين أمامه، فهو يراكم تقولون للآخرين أثناء وجوده في البيت بأنه غير موجود، وبذلك يتعلم إعطاء المواعيد وعدم الوفاء بها.

• إعطاء الطفل مساحة للتعبير عن نفسه دون الخوف من العقاب، واتباع أسلوب المناقشة والحوار.

• أن نبتعد عن عقابه بعد اعترافه بكذبه حتى لا نقلل من صفة الصدق ومكانته في نظره، ونبتعد عن الضرب كعلاج للكذب، وكذلك السخرية والتشهير.

• أن نجنب الطفل الظروف التي تشجع على الكذب، مثل أن نبعده عن الإدلاء بشهادة يحتمل أن يكذب فيها.

• صحيح أنّ تربية الطفل تستوجب وجود مجموعة من الضوابط، إلا أن ذلك لا يعني التدقيق في كل شيء، فإذا وجد الطفل نفسه في حلقة ضيقة من الحصار فسيلجأ إلى الكذب، لذلك لا بد لنا من التسامح معه في بعض الأخطاء.

• ألا يسمح للطفل بأن يفلت بكذبه بل يجب أن نعلمه أننا أدركنا سلوكه ونعطيه فرصة لتجنب الكذب مرة أخرى.

مقالات متعلقة

أخبار منوعة

المزيد من أخبار منوعة