طعام، صلاة، حب
عنب بلدي ــ العدد 131 ـ الأحد 24/8/2014
“طعام، صلاة، حب” أو “eat, pray, love” هو عنوان رواية مشهورة للكاتبة الأمريكية “اليزابيث جيلبرت”.
ولتوخي الدقة فالرواية عبارة عن مذكرات شخصية كتبتها في 108 حلقات موزعة على بلدان ثلاثة: إيطاليا، الهند، أندونيسيا، ولكل بلد نصيب من العنوان.
رحلتها في هذه البلاد لم تكن سياحة، بل كانت جزءًا من محاولاتها في سبيل الاستشفاء النفسي والروحي عقب تجربة طلاق مريرة، جعلتها تخسر طاقتها الروحية والجسدية والعاطفية وترتاد عيادات أطباء نفسيين طلبًا لأدوية مضادة للاكتئاب بعد محاولتها الانتحار.
بالطبع ليست مذكرات عادية لشخص عادي، إذ تحتوي الرواية على أفكار مهمة، وتجارب إنسانية أكثر أهمية على لسان كاتبة معروفة. كما أنها كتبت بشفافية واضحة مليئة بالفشل والتخبط والحيرة والثرثرة، بعيًدا عن التكلف المثالي المصطنع، ما يجعلها قريبة إنسانيًا من القارئ.
هكذا كانت مسيرتها… بدأت محطمة من كل النواحي، وقررت أن تعالج نفسها بنفسها، فكان طعام الجسد في إيطاليا لتستعيد قوتها وألقها، وكان للروح غذاؤها في الهند، لتجد غذاء القلب أخيرًا في أندونيسيا بحبٍ يليق بها وبمسيرتها المميزة بعد أن فتحت ذراعيها له.. وغدت أهلًا له.
بالإضافة إلى أسلوبها الممتع والمواقف التي تستحق القراءة، تقدم الرواية درسًا مهما لكل من يعيش حالة نفسية سيئة أو يمر بظروف صعبة في كيفية تجاوز هذه التحديات بقوة وجمال، وفتح الباب لبداية جديدة اكثر إشراقًا.
وكأن لسان الكاتبة يقول “إن كان بإمكاني تجاوز كل تلك الغصص، فأنت تستطيع..” بالتأكيد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :