قرآن من أجل الثورة 20

  • 2012/06/17
  • 9:59 ص

خورشيد محمّد – الحراك السّلمي السّوري

نُزيّن للطواغيت أعمالهم

الملفت للنظر أنّ كلمة «زُيّـن» جاءت بصيغة المبني للمجهول في سورة فاطر {أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} فنحن الذين نُزيّن للطّغاة عملهم السّيء واستبدادهم وطغيانهم حتّى يروه حسناً، نحن الذين نلمّع أخطاء أبطالنا حتى يروها حسنات ويتحوّلون إلى مستبدّين بالتدريج ومن بعدها يكون الضلال واتباع الأهواء وعدم قبول المخالفين في الرأي. فلا تذهب نفسك حسرات على انخداع الناس بأعمالهم ولا تشغل نفسك بفضحهم فالله عليم بصنيعهم !! {أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (سورة فاطر-8) وقوله تعالى { أفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ } سورة (محمّد- 14)

المكاسب العاجلة

من أراد شهرة وأكتافاً وصوتاً وجاهاً فلربّما حصل عليها ولكنّها تمر في عجالة لأنّها «عاجلة» كسحابة صيف ويقضي بقيّة عمره يبكي على الأطلال ويلعن الواقع. أمّا من أراد الخواتيم وعمل بتخطيط وجهد وإصرار وتراكم فسينال جاهًا وسلطة وصوتاً موصولاً بالآخرة لما بعد الموت. {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا * كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا} (سورة الإسراء 18-20)

الالتزام بالمبدأ هو العصمة

ربّما كان فعلنا للخطيئة خوفاً من وقوع الضّرر هو عين الضّرر، وربّما يكون الالتزام الأخلاقي رغم إنكار الأصحاب قبل الأعداء هو عين العصمة من المكروه، وفي هذا أمثلة كثيرة من ثورتنا عندما قد يُنكر عليك أصحابك الالتزام الأخلاقي ويدعونه «مثالية أكثر من المطلوب» وما إلى ذلك، فاذكر قول الله تعالى ووصيّته إلى رسوله {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} سورة المائدة – 67

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب