تستمر الأزمة الصحية في الغوطة الشرقية في ظل الحصار، وتزداد حالات وفاة أصحاب الأمراض المستعصية، دون حل لإنقاذهم.
وقال مراسل عنب بلدي في الغوطة الشرقية اليوم، الأحد 3 كانون الأول، إن شخصين مصابان بالسرطان توفيا مساء أمس في الغوطة.
ويمنع النظام السوري إخلاء الحالات، والتي قدرتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية في تشرين الأول الماضي، بأكثر من 406 حالات بحاجة إلى إخلاء، بينما يتهم الأطباء في الغوطة، الأمم المتحدة بأنها “شريكة في قتل المرضى”.
وتتفاقم الحالات بشكل مستمر في ظل نقص الأدوية، وتوقعت مصادر طبية، في حديث سابق إلى عنب بلدي، ازدياد الوضع سوءًا مع دخول فصل الشتاء.
وقال مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية- الأمريكية “SAMS”، الطبيب محمد كتوب، إن شريحة الأمراض غير القادرين على علاجها، تزداد وتتحول المتوسطة إلى حادة، والأخيرة يمكن أن يكون أصحابها عرضة للوفاة بشكل أكبر”.
وتوفي أمس كل من بسام قزاق من بلدة حران العواميد التابعة لمدينة دوما، والذي يعاني من مرض السرطان، كما توفي إثر تفاقم المرض نفسه الشاب عبد المنعم غازي، من مواليد 1979، وينحدر من بيت سوى في الغوطة.
تتنوع الحالات المرضية في الغوطة بين القلبية والسرطانات والأمراض المزمنة والفشل الكلوي والأورام.
ونصف المرضى لا يستوجب علاجهم الإخلاء بل إدخال أدوية فقط، وفق مصادر طبية.
وأعلنت إدارة مركز “دار الرحمة لمعالجة الدم والأورام”، الوحيد والذي يقدم خدماته مجانًا في الغوطة، عن نفاد آخر جرعة لديه لعلاج المرضى، في 20 تشرين الأول، الأمر الذي هدد حياة 559 مريضًا مصابين بالسرطان.
مديرة المركز الطبيبة وسام الرز، أوضحت في حديث سابق لعنب بلدي، أن عمله مهدد بالتوقف التام نتيجة عدم تمكنهم من تأمين الأدوية الكيميائية.
وخلال الأشهر الستة الماضية استنزف المخزون الدوائي، وتراجعت الحالة الصحية لكثير ممن تحسنوا سابقًا، بحسب الطبيبة.
وتشير إحصائيات المركز إلى أن أعداد الوفيات خلال ثلاثة أشهر مضت، بلغت 20 حالة، أعداد وصفتها الطبيبة بأنها “كبيرة” مقارنة بوفاة 120 حالة خلال السنوات الماضية، إلى جانب 40 حالة نكس (تدهور في صحة المريض)، من أصل 1200 مصاب (57% نساء و21% أطفال و24% رجال)، أحصاهم المركز منذ تأسيسه منتصف عام 2013.
وشفيت من العدد الكلي بعض الحالات وتوفيت أخرى، ما خفض العدد إلى 559، وانتكست بعض الحالات رغم أنه لم يتبق إلا جرعة واحدة لعلاجها.
–