عنب بلدي – ريف حلب
انقطع الطالب الجامعي عبد الوهاب محمد، من ريف حلب الشمالي، عن دراسته منذ عام 2012، ليعود هذا العام من بوابة فرع العلوم السياسية ضمن جامعة “الشام” العالمية، إلا أنه ينتظر كغيره من الطلاب أن تحتضن المنطقة جامعة معترفًا بشهاداتها.
تدعم تركيا العملية التعليمية في منطقة “درع الفرات”، عن طريق وزارة التربية التركية، ومديرية التربية في مدينة غازي عنتاب، وتضم المنطقة جامعة حلب “الحرة” و”الشام العالمية”، غير المعترف بشهاداتهما حتى اليوم. |
حتى السبت 2 كانون الأول، يناقش مسؤولو التربية والتعليم في ريف حلب الشمالي إمكانية افتتاح فروع لجامعتي كلس وغازي عنتاب التركيتين، أو جامعات أخرى لتكون مقصدًا لطلاب المنطقة.
وبدأت الاجتماعات في مديرية “آفاد” بمدينة الراعي، لنقاش الأمر، وانتقلت إلى تركيا شاملة مسؤولي التعليم في المنطقة.
واختتمت بلقاء مع علي رضا ألتونال، مدير دائرة تعليم مدى الحياة في وزارة التربية التركية، ونتج عنها بعض القرارات الأولية، وفق ما قال مصطفى جاسم، مدير المكتب التعليمي في مجلس جرابلس المحلي، لعنب بلدي.
مبادرات ونقاشات
قدّر مدير المكتب أعداد المدارس في جرابلس وما حولها، بحوالي 101 مدرسة، ابتدائية وإعدادية وثانوية، بينما تتجاوز أعداد الطلاب 25 ألفًا في جميع تلك المدارس. |
الاجتماعات مع ألتونال تحدث عنها لعنب بلدي، عبد الرزاق الشحود، عضو المكتب التعليمي في بلدة صوران، وقال إن مدير دائرة التعليم أكد أنه سيكون هناك فرع لجامعة تركية في الداخل السوري ولكن لم يحدد موعدًا لذلك.
ووفق مدير المكتب التعليمي في مجلس جرابلس، فإن مسؤولي التعليم تلقوا مبادرات من جامعة “الزهراء” ومقرها تركيا، مشيرًا إلى أنها “الأكثر احتمالية لتشكل فرعًا لها شمالي حلب”، إضافة إلى جامعة حلب “الحرة”، و”الشام” العالمية في اعزاز، وغيرها.
“طالبنا باختصاصات أساسية كالتربية واللغة العربية والرياضيات، ويمكن أن نبحث بخصوص فرع للهندسة وفقًا للحاجة”، بحسب جاسم، الذي أكد “ستكون هناك جامعة معترف بها بعيدًا عن التسمية تشمل طلاب المنطقة، وربما تستقبل لاحقًا بقية الطلاب في المناطق المحررة”.
ولفت مدير المكتب التعليمي إلى قضية أخرى، تتمثل بالتوجه لاستيعاب كافة طلاب الشهادة الثانوية ممن كانوا من الفصائل والمنقطعين عن الدراسة، موضحًا أن الأمر كان يشكل عائقًا كبيرًا للمسؤولين عن التعليم.
وكان وزير التعليم العالي، الدكتور عبد العزيز الدغيم، قال لعنب بلدي إن الحكومة المؤقتة تتوجه لافتتاح الكليات والمعاهد، ولكن القرار لم يُتخذ بعد، لافتًا إلى أن “هناك منظمات ممولة لهذه الخطوة، ولكن لا يمكن التحرك فقط بالتمويل، بل نحتاج كفاءات من المنطقة ومختصين راغبين بالتدريس”.
بعد تجميع الخبرات والمختصين ستفتتح الوزارة الأفرع بناء على اختصاصات المسجلين، وفق الدغيم، الذي أوضح أن الوزارة تتوجه “لافتتاح كليتين وثلاثة معاهد أو معهدين حسب الكفاءات المتوفرة”.
طلاب يتمنون الأفضل
يقول الطالب عبد الوهاب إن كثيرًا من طلاب الريف الشمالي والشرقي من حلب انقطعوا عن الدراسة، بعضهم التحق بصفوف فصائل “الجيش الحر” وآخرون تركوا المنطقة هربًا من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويتحدث الطالب عن صعوبة إكمال الدراسة في تركيا، بسبب الأوضاع المادية وصعوبة التواصل باللغة التركية، كما أن كثيرين توجهوا للعمل لإعالة أسرهم، ووفق الطالب فإن غياب الاعتراف بشهادة “الشام العالمية” وحلب “الحرة”، يؤثر على مدى تجاوب الطالب ودراسته، ويقف عائقًا في إمكانية حصوله على وظيفة عقب تخرجه.
وجود فرع لأي جامعة دولية معترف بها في المنطقة، سواء كانت تركية أم أوروبية، يعتبره الطالب محفزًا وخطوة “ذات أثر كبير” في حال تحققت، متوقعًا أنه “يسهم بإنتاج كفاءات تخدم المنطقة التي تحتاج لإعادة إعمار، ويدعم الطالب ليكون قائدًا للمرحلة المستقبلية”.
وتمنى السماح للطلاب المنقطعين عن الدراسة بإتمام تعليمهم في جميع الفروع، ليس فقط للتسجيل في السنة الأولى لحاملي الشهادات الصادرة حديثًا، بل مرحلة تكميلية لاعتماد الشهادات القديمة قبل عام 2010.
ووفق تعبير عبد الوهاب فإن الجامعات المعترف بها في المنطقة، تثبت أن المنطقة “خلعت عباءة تنظيم (الدولة) وأنها تتجه نحو التعليم، وليس فقط للقتال وخوض المعارك”.
الطالب أحمد الخليل من قرية دابق يدرس الثانوية العامة بعد انقطاعه لخمس سنوات، ويقول لعنب بلدي إنه لجأ إلى تركيا قبل سنوات وعاد إلى بلدته بعد “تحريرها”.
ينوي الطالب الانتساب لإحدى المعاهد أو الجامعات في المنطقة، ويعتبر أن افتتاح فروع لجامعات معترف بها شمالي حلب، يحل مشكلة كبيرة لكثير من الطلاب ويشجع من لم يعد إلى الدراسة.