مقاتلون يتابعون دراستهم الجامعية في إدلب
إدلب – طارق أبو زياد
تباينت وجهات مقاتلي فصائل المعارضة في إدلب، عقب دخول المحافظة ضمن اتفاق “تخفيف التوتر”، وهدوء المعارك في المنطقة، وبينما بقي كثيرون ضمن التشكيلات العسكرية، توجه البعض إلى سوق العمل متابعين حياتهم، وبحث جزء آخر عن متابعة دراستهم الجامعية، التي انقطعوا عنها منذ بداية الثورة.
الانتقال من مرحلة المقاتل إلى الطالب الجامعي، أمر ليس سهلًا، إذ يوجب تحولًا جذريًا في نمط الحياة، من القتال والتوتر الدائم إلى الحياة الروتينية الجامعية، وهذا ما رواه مقاتلون عاشوا ذلك الانتقال.
من القتال إلى الدراسة
عبد الهادي نشار، مقاتل سابق في صفوف “فيلق الشام”، يدرس حاليًا في السنة الثانية من فرع الهندسة المعلوماتية بجامعة إدلب، ويقول لعنب بلدي إنه بدأ العام الحالي بالدراسة بعد تفكير “طويل” ودراسة معمقة للموضوع.
ويشير عبد الهادي إلى أنه توقف بشكل كامل عن القتال والتحق بالجامعة، مؤكدًا “حالي كحال كثير من المقاتلين الذين خطوا تلك الخطوة، مع ركود جبهات القتال”.
لم يستبعد المقاتل السابق إمكانية عودته إلى “الرباط”، رغم أنه يحتاج التفرغ لدراسته والتأقلم على الجو الجديد، “أوقفت عملي في العسكرة ولكنني بعد التأقلم على الوضع الجديد سأعود وأرابط على جبهات القتال مع دراستي في الجامعة“.
للدراسة في جامعة إدلب شروط
تحدثت عنب بلدي مع زكريا خليف، رئيس مكتب الطلبة في جامعة إدلب، وقال إنه لا امتيازات خاصة لمقاتلي الفصائل، بل إن قبوله في الجامعة يسير باعتباره طالبًا عاديًا.
الشهادة الثانوية وكشف العلامات من الجامعة الأصل، ضروريان لإتمام الدارسة في جامعة إدلب، وفق خليف، وأوضح أن “أي إثبات بأن الطالب كان يدرس في الجامعة، ضروري لقبوله بعد معادلة مقرراته في الكلية بموجب كشف العلامات”.
“الأمور كانت تسير بشكل جيد ولكن لم أستطع إكمال دراستي في الهندسة دون الرجوع إلى بداية الطريق”، أضاف عبد الهادي، الذي واجه مشكلة في البداية بخصوص الحصول على كشف علاماته من جامعة “البعث” التي يديرها النظام السوري.
عقبة الحصول على الكشف جعلت عبد الهادي يفكر أكثر من مرة بإلغاء الفكرة، على حد وصفه، قبل أن يتمكن من العثور على شخص ساعده في الحصول على كشف العلامات، بعد دفع “رشاوى” قاربت 300 دولار أمريكي، وفق تقديره.
تلك الرشاوى ربما تمنع الكثير ممن يفكرون مثل عبد الهادي، على اعتبار أن تأمين المبلغ الذي دفعه الشاب، ربما يكون صعبًا على غيره، إلا أنه يلجأ إلى كتابة تعهد خطي للجامعة مرحليًا، يضمن تحصيله للكشف في وقت لاحق.
رئيس الطلبة في جامعة إدلب، وصف التعهد بأنه “إجراء مبدئي”، مؤكدًا أن إحضاره “أمر أساسي لضمان التخرج من الجامعة بشكل كامل”، وأشار إلى أنه في حال لم يتمكن الطالب من إحضاره “تمنحه الجامعة فقط شهادة بالمواد التي قدمها”.
واقترح خليف على الراغبين بإكمال دراستهم من المقاتلين وغيرهم، إعادة دراسة المواد من السنة الأولى، في حال استحالة إحضارهم لكشف العلامات، وهذا ما رآه بعض الطلاب الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم “مجحفًا”، داعين إلى إيجاد حل يغني عن العودة إلى “جامعات الأسد”، وفق تعبيرهم.
فصائل عسكرية تعين مقاتليها
يدرس حسين الغابي في السنة الثالثة من كلية الشريعة في الجامعة، وهو منتسب لحركة “أحرار الشام الإسلامية”.
ووفق حسين، فإن الحركة تدفع حتى اليوم أقساطه الجامعية، إضافة إلى منحه مساعدات لتأمين مسلتزمات دراسته، الأمر الذي أعانه وشجعه على إكمال دراسته، على حد وصفه.
“ليست أحرار الشام الوحيدة التي تساعد مقاتليها على الدراسة”، قال الشاب، مؤكدًا أن “أغلب الفصائل العسكرية في الجيش الحر تسهم في هذا الأمر، باعتبار أن معظم قادتها يعلمون ضرورة تثقيف مقاتليهم”.
ورغم التسهيلات والمعوقات التي يُعايشها “المقاتلون الطلبة”، إلا أن الأمر يبقى معتمدًا على مرونة أولئك المقاتلين في التعامل مع المراحل التي يعيشونها، ومدى سعيهم لتطوير أنفسهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :